حازم مبيضين
فقد الفلسطينيون نصيرهم المقدسي الولادة عام 1939 الروائي المعروف عاموس عوز الذي توفى الجمعة، 28-12-2018 عن عمر يناهز الـ79 عاما بعد نضال طويل مع مرض السرطان، فقد كان معروفاً بكونه أبرز أصوات اليسار في إسرائيل وكان مرشحا لجائزة نوبل للأدب، وأول رواية حققت النجاح لعوز صدرت عام 1938 (ميخائيل شيلي)، تم ترجمتها للغات عديدة، وأدرجت في قائمة ال100 كتاب الأهم للقرن العشرين حسب تقييمات بعض الناشرين، بدأ نشاطه الاجتماعي في ستينيات القرن الماضي، حين انضم إلى مجموعة "مين هيسود" الاشتراكية – الديمقراطية، التي رفضت طقوس عبادة الشخصية الخاصة بدافيد بن غوريون.
انضم المناصر لحقوق الفلسطينيين بعد حرب 1967 لمنظمات ومجموعات تنادي إلى السلام وترفض الحرب. كان من الداعمين البارزين لحركة "سلام الآن" بعد إقامتها. ودعم حزب "ميرتس" اليساري، وكان من المبادرين إلى "وثيقة جنيف" التي صدرت عام 2003 ونادت بحل الدولتين لشعبين. في عام 2002 صدر كتابه الذي يعد سيرة ذاتية (رواية عن العشق والظلام) وتحول إلى أحد أهم الروايات الإسرائيلية وأكثرها مبيعا. وفي السنوات الأخيرة ظهر اسمه على قائمة المرشحين للفوز لجائزة نوبل للأدب.
كان عوز من أوائل وكبار منتقدي احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عقب حرب العام 1967.
وفي السنوات الأخيرة انتقد عوز سياسات نتانياهو متجنّباً المشاركة في مناسبات رسمية إسرائيلية في الخارج وذلك احتجاجا منه على ما وصفه بـ"بالتطرّف المتنامي" لحكومة بلاده.
اتهمه اليمين المتطرف بالخيانة لعوز بسبب دعمه المستمر لحل الدولتين وانتقاده لسياسة الاستيطان وكان يرد على هذه الاتهامات بأنه يعتبرها "أوسمة على صدره"، وله عدة كتابات صحفية هاجم فيها حكومة نتنياهو لرفضه حل الدولتين ، كما كتب عدة مقالات يهاجم فيها الجيش الاسرائيلي بعد الحرب على لبنان في عام
2006 .
شارك عوز النساء الفلسطينيات في قطف الزيتون عام 2002 في قرية عقربة بالضفة الغربية، متجاهلا كونه عضو كيبوتس كان يعتبره طموحاً أكثر من كل الحركات الثورية في القرن العشرين،
لم يكن يطمح إلى تغيير النظام الاجتماعي والمجتمع المبني على الطبقات وحسب، بل وأراد إحداث ثورة في الطبيعة البشرية نفسها، واعتقد مؤسسوه أنه بتأسيسهم مجتمعاً يتناول فيه الجميع نفس الطعام ويلبسون نفس الملابس ويقومون بنفس القدر من العمل ويشتركون في نمط حياتهم، فإن ذلك سيؤدي إلى اختفاء الأنانية والتفرّد، ليظهر بعدها إنسان جديد، وحين لم تتحقق هذه القيم المثالية، اندلعت صراعات داخلية وتجاذبات سببها قرب الناس بعضهم من البعض. لقد كان هناك سوء فهم ومشاكلونميمة،
ما كان يتمناه عاموس عوز أكثر من أي شيء آخر هو سلام دائم في الشرق الأوسط. ولأن الأمنيات وحدها لا تجدي، فإن عوز، كرائد للكفاح بين المفكرين اليساريين الإسرائيليين، ينشط في المجال السياسي. وهو يرى أن الفرق بين سكان الكيبوتس والمستوطنين الحاليين كالفرق بين الليل والنهار. فسكان الكيبوتس استقروا عن قصد في البرية المقفرة، حيث لا يوجد أي سكان آخرون، على عكس ما يقوم به المستوطنون، فهم يهدفون إلى سلب أراضي
الفلسطينيين.