السفير يجمع أوراقه

ثقافة 2020/07/28
...

بغداد / الصباح
 
عن دار شهريار للنشر والتوزيع صدر حديثا كتاب بعنوان "أوراق السفير" وهو عبارة عن مذكرات للسفير محمد حسين الشامي، ضم المطبوع 144 صفحة بالقطع المتوسط، دوّن فيها الشامي سيرة حياته السياسية والعملية، المليئة بالمصاعب، فقد شغل الشامي عدة مناصب في الدولة العراقية منذ عام 1959 منها كان محافظا لكربلاء عام 1975 ومحافظا للمثنى 1973، وسفيرا للعراق في عدة دول أجنبية، علما أنه أعطى في كتاب مذكراته هذا، المساحة الأكبر للفترة التي تم اعتقاله بها في زمن النظام المباد، التي كانت 22 شهراً، وذكر أنه ذاق الويلات فيها وقد حاول الانتحار لثلاث مرات داخل المعتقل، ولم ينجح بذلك، كل هذه المعاناة كانت لأسباب سياسية لا يصدقها العقل، إذ تؤكد مسألة الظلم الذي وقع على شريحة كبيرة من المجتمع العراقي أيام النظام الدكتاتوري السابق، علما أنه من المحبين للعراق وبقي فيه وتحمل كل هذه المأساة ولم يغادره في أسوأ ظروفه، هذا وقد ذكر بين سطور كتابه "جيلنا جيل شباب الخمسينيات حيث النهوض الوطني والقومي لشعوب الأمة العربية، فكان حب الوطن والتضحية في سبيله هدفاً أساسياً للمناضلين الشرفاء، وفي عقد الستينيات إذ كنت شاباً يافعاً أتغنى دائماً بالأبيات الشعرية الآتية من دون معرفتي بصاحبها.. أهواك ياوطني فحبك في دمي يسري وفي أعماقي/ في كل شبر من ترابك مصدر للخير والثروات والأطياب/ فليخسأ المستعمرون فإنهم أبداً وما يبغون وهم سراب/ فالدار داري والمرابع جنتي والنفط نفطي والتراب
ترابي".
الكتاب فيه الكثير من الأسماء والشخصيات السياسية المعروفة التي مرت في حياة الشامي، ولكل واحد منها قصته التي تجذب القارئ وتجبره على تكملتها، في الجزء الأخير من الكتاب وضع ملحقا للصور توثق الكثير من المواقف التي تطرق لها في المذكرات، ومنها لقاءاته بشخصيات عربية وأجنبية وشخصيات حكومية شغلت مناصب كبيرة بالدولة العراقية قبل التغيير وبعده.
كما ضم الكتاب عددا من المقالات التي كتبها الشامي ونشرت في الصحف العراقية، وأغلبها مقالات سياسية حاول من خلالها تصحيح مسارات العمل السياسي بالنسبة للأحزاب العراقية، خصوصا أنه ذو خبرة امتدت لفترة طويلة تعلّم من خلالها الكثير من الأمور على حد قوله.