البيان الذي يُعلن عنه من قبل متخصصين بالفن والفلسفة يُعد معيارًا أساسيًا للحركات الإبداعية الجديدة، ففي بعض الأحيان تكون البيانات الفنية من أجل قيمة الصدمة، لتحقيق تأثير ثوري على الواقع الساكن، فضلا عن أنه يُعد وسيلة للتعبير عن الأفكار الجديدة والترويج
لها.
ففي بابل العراق تحديداً، يوم 20 /7 /2020 جلس د.زيد الكبيسي المشتغل بالفلسفة ود.محمود شبر المشتغل بالفن التشكيلي ليصدرا بياناً يبشّر بانطلاق مشروع فكري وجمالي جديد الظهور والتداول حسب تصريحهما.
إذ أعلنا بأن هذا المشروع انطلق بعد جهود مضنية وحوارات مستفيضة ونقاشات محتدمة امتدت لعامين تقريباً. ليخرجا ببيان حاملين هموم جيلهما ومشاكل العصر ونكوص الواقع الاجتماعي والثقافي والجمالي.
معتبرين هذا البيان، أولاً للإعلان عن انطلاق هذا المشروع، وثانياً لدعوة كل المهتمين بالشأن الثقافي والفني للمساهمة في دعم وترصين هذا المشروع والمشاركة فيه. فيما يأتي نص ما جاء في البيان:
• اسم المشروع لا يشير الى شخص بعينه ولا صفة ذاتية له وان اختاره محمود شاكر، إلا أنه يشير الى ثقافة شعبية بكل امتداداتها التراثية والاجتماعية وبكل ارتباطاتها بالواقع المعاصر كما يبدو لنا. اسمه "الشوبريالزم" إنه الجمال كما يراه محمود "شوبر" والواقع "reality" كما يفهمه زيد الكبيسي.
• مشروعنا فكر اِجترحناه من تجاربنا المعرفية والإنسانية، فكر تحضر فيه الذات حرة غير مقيدة بذاتها، يحمل هوية مشرعة أبوابها في كل الاتجاهات لينشأ بعد ذلك حركة فلسفية وجمالية ذات طابع تواصلي نقدي، وفيها قصدية ليست بعينها فلا تعليق للحكم بل هي منزلة (متحركة) بين منزلتين – ولا يحسبنا أحد على
المعتزلة.
• لا وسطية في الأمر، فالوسطية تعليق للحكم. فالإنسان موقف، موقف في وجوده ومعرفته وأخلاقه، ولا ينبغي لهذا الموقف أن يركن الى أحد طرفي النقيض؛ لأن ذلك عين التطرّف وغلق للهوية وتمركز على الذات. فنحن نؤسس لموقف وجودي متحرك بين أحد طرفي النقيض ووسطه.
• نتطلع لمنطق لا ينظر الى القضية ونقيضها بل منطق يقع في المسافة بين القضية ووسط النقيض او بين وسط القضية ونقيضها.
فالإنسان ليس وسطا بين الوجود والعدم بل هو إما وجود فيه شيء من العدم او عدم فيه شيء من الوجود. وأخلاقيا هو ليس خيرا محضا ولا شريرا محضا، ولا هو لا خير ولا شرير.
بل هو إما خير فيه نفحة من الشر، او شرير فيه قبس من الخير.
• نرفض هيمنة المركزيات وثباتها، ولا نرزح تحت فكرة اللامركزية، فاللامركزية عندنا محدودة بحدود حركة
المراكز.
• التراث عندنا ليس محركا بل نستحضره بوصفه معطىً معرفيا يضاف الى مصادر المعرفة الأخرى من تجربة حسيّة وأحكام
للعقل.
• نصوصنا تتشكل بوصفها وحدة واحدة لا ثنائيات فيها ولا أجزاء، فكل جزء من النص هو كل النص، فالمفردة لوحة، واللوحة مفردة، والنص بكله لا يتشظى بل يجمع المعنى من لامعاني التجربة المعاشة ليتأول جمالاً ثم يحط فهماً استطيقياً.
• سمها فكرة، سمها حركة، سمها اتجاها، او سمها ما شئت.. ولكن "أدخلوها بسلام آمنين".