صورته في الصالة

ثقافة 2020/07/29
...

رياض الغريب
 
 
 
أكيد
ستبقى صورتي في الصالة
هذا إذا بقيت صالة بعد رحيلي
قد يتقاسمها الورثة
وتصبح مطبخا
او مخزنا
او أي شيء يقترحه أحدهم
يحدق الأحفاد بها
الأولاد المسنون
سيقولون لهم
كان رحمه الله
يسهر كثيرا
يتشاجر معنا 
لأننا نسهر كثيرا أيضا
خارج المنزل
يقول أحدهم
صورته تلك
كانت ترعبني
كلما عدت متأخرا
وحين لا أجده بانتظاري كعادته
أحمدُ الربَّ
كان أبا
أما نحن الآن
فنراقب صورته في الصالة
ونقول:
ليتنا
أتذكر يقول آخر
كانت الحياة مؤلمة جداً حين كان
ترفكم
ضحككم
لم يكن
كنا حين نكون في شوارع المدينة
يتخيل رصاصة طائشة
أو ملثما يغتالنا بدم بارد
لهذا
صورته في الصالة
صورة لبلاد
وأب يشبهها تماماً