إحسان المرسومي
بعيداً عن كل التجاذبات والتقاطعات والتصريحات الرنانة هنا وهناك، حسمت الهيئة التطبيعية امرها وبعثت بمسودة قانون النظام الداخلي لاتحاد الكرة الى الفيفا، مرفقة بمجموعة من الملاحظات والتعديلات على بعض البنود التي طالب بها اعضاء الهيئة العامة، وكانت مثار جدل خلال الفترة المنصرمة، لتبقى الكلمة الفصل الاخيرة للاتحاد الدولي في دراستها وتعشيق بعض البنود مع عدد من الملاحظات المنطقية، لترى هذه المسودة أخيرا النور في نهاية النفق الذي طال انتظاره .
يقع على عاتق الفيفا انصاف جميع الاطراف، وهي بالتاكيد ليست لها مصلحة مع هذا أو ذاك، ولكنها في نفس الوقت ستركز من خلال رسم الاطار النهائي لهذه المسودة على ثوابت لا تحيد في تعاملاتها مع الاتحادات الوطنية في ارجاء المعمورة، وهي ثوابت لطالما تتوافق بشكل كبير مع مطالب الشارع الرياضي والمعنيين والمهتمين، لاجل اصلاح المنظومة الكروية التي اكدت عليها التطبيعية في مسودة النظام الداخلي الجديد، ومن بينها عدم ازدواجية المناصب والتفرغ التام للعمل في الاتحاد، وان يكون رؤساء واعضاء اللجان العاملة من غير الاعضاء المنتخبين، فضلا عن تحديد دورتين انتخابيتين فقط لرئيس الاتحاد، وكذلك توسعة الهيئة العامة الى 82 عضوا بدلا من خمسين، هذه البنود الرئيسة إن اقرت فهي بحد ذاتها تعد انجازا لكرتنا مع امكانية اضافة أو تعديل بعض الفقرات التي تتناسب مع مناشدات الهيئة العامة .
إن من اهم المهام التي اوكلت الى الهيئة التطبيعية هي دراسة ووضع بنود مسودة للنظام الداخلي لاتحاد الكرة، وبالتالي دراستها من قبل الاتحاد الدولي الذي هو السلطة العليا ومن ثم اقرارها وتحديد موعد لإجراء الانتخابات المقبلة، ولكن تبقى هناك امور مهمة على التطبيعية ان لا تغفل عنها بشأن التركيز على استحقاقي منتخبي ليوث واسود الرافدين، إذ تنتظر الاول منافسات نهائيات اسيا في اوزبكستان في تشرين الاول المقبل ، ونقترب ايضا من الموعد المفترض لمواجهة هونغ كونغ في التصفيات المؤدية الى المرحلة النهائية المؤهلة الى كاس العالم، وكذلك نهائيات اسيا في الصين ، وهما استحقاقان مهمان ينبغي التعامل معهما بجدية من ناحية تهيئة معسكرات داخلية وخارجية لمنتخب الشباب ، وكذلك تهيئة مباريات تجريبية للاسود .
وحتى لا نبخس حق التطبيعية التي اجتهدت طيلة الفترة الماضية لاجل وضع مسار الكرة العراقية على السكة الصحيحة، لابد لنا من أن نشد على ايدي اعضائها حين نجحوا بانتزاع حق العراق في استضافة مبارياته على ارضه، ولعل موافقة الاتحاد الاسيوي على اختيار استاد (جذع النخلة) في البصرة ملعبا لمنتخب الاسود خلال المرحلة المقبلة، هو اعتراف بمدى الغبن الذي تعرضنا له خلال الفترة المنصرمة .