أسودٌ ودببة وذئاب شرسة في شارع المشاتل

الصفحة الاخيرة 2020/08/14
...

بغداد/ محمد اسماعيل
أدركت أن الصيف يجرجر "هدمه" مغادراً وتبعه "كورونا" عندما تخطرت من امام واجهات المشاتل التي تنتظم صفاً يمتد من نفق النداء الى ساحة عنتر، على طول الشارع الذي حمل اسمها.
فعلى مرمى حجر من مبنى "الصباح" تقع سلسلة مشاتل لتربية وتدجين الحيوانات الاليفة والمتوحشة.
عيادات بيطرية ومشاتل للحيوانات، مرصوفة بالثيل، دخلت واحداً منها؛ فاضحكني نباح كلب أصغر من جفلتي، أقفاص وبيوت صغيرة، متنوعة الاشكال والاحجام، تضم قرداً الى جانب أسد وبينهما كلب مقابل قط ودب.
نفسياً قال د. احمد هذال "إذا لاذ منكمشاً، معناه ان الحيوان قلق، وإذا حرك ذيله؛ تحفز للصيد، وعندما يريد اللعب يتمسح بصاحبه تودداً، وللتعبير عن حبه يتدحرج تحت قدمي الإنسان" مؤكداً "عند الخوف يصدر الكلب عواءً يقترب من مواء القط.. أما النباح فنوعان، هجومي ومتفائل".
وأضاف "الحيوانات الشرسة، تعض وتضرب، عندما تستفز، والوديعة تهرب، لكنها تتخذ موقفاً، أما تضرب عن الطعام او لا تستجيب للنداء" متابعاً "إذا جاع الحيوان لا ينام، يظل يقظاً؛ لأنه لا يغفو إلا شبعاناً".
وأشار د. احمد هذال الى أن "مشاعر الحيوان حيادية إزاء رواد المشتل، لحين صدور بادرة ودية او عدوانية؛ فيعكس دواخلهم إليهم" موضحاً: "عندما نعالج الحيوانات الشرسة؛ نطلب من صاحبها السيطرة عليها، إضافة الى التحوط بتكميمها وتقييد اطرافها، مستخدمين أدوات الفحص والعلاج البشرية نفسها السماعة والاشعة والتحليلات المختبرية؛ لأن أعضاء جسم الحيوان هي نفسها أعضاء جسد الانسان، ونحن كأطباء نتوزع بين تخصصات طبية تشمل الباطنية والجراحة والدواجن والاسماك وطفيليات مجهرية وتشريح".
و بين: "عند الخوف او الغضب ترتفع حرارة الحيوان، وتنخفض فور زوال السبب، والببغاء أشد الحيوانات رقة في المشاعر، فحين يهمله صاحبه او يغير نظام حياته؛ ينتف ريشه، وقد جاؤوني ببغاء عار من الريش تماماً". 
و واصل المدرب ثامر عياد، في مشتل حسون الطيب: "نربي وندرب كلاباً وذئاباً واسوداً وقططاً ودببة وقردة وغزلان وثعابين وطواويس وطيوراً متعددة الاسماء والانواع" لافتاً الى"انه مدرب كلاب k9 للتفتيش والحراسة وكشف الاسلحة والمخدرات" معدداً أنواعها: شيزو ودوبرمان وجيرمان وساموي وترير.. فرنسي وولف دوك ومالينو بكنز وبيت بول القوقازي، تستورد من دول عدة"، مبيناً: "تقتنيها فئات اجتماعية متفاوتة؛ للحماية والزينة" 
و نوه محمد مجيد، من مشتل علي حبش بأن"لدينا كل الحيوانات، من الاسود والنمور والذئاب والصقور والنسور نروضها وندربها، الى أن تصبح أليفة، يسهل قيادها؛ لذلك ننقل الاسد او النمر او سواهما من قفصنا الى قفص المشتري ونحن مطمئنين".