ياسمينة خضرا

ثقافة 2020/08/15
...

حميد المختار
محمد مولوسهول هو كاتب جزائري وروائي مهم استطاع أن يثبت قدميه ويرسخ اسمه وإن كان مستعاراً بسبب أنه كان ضابطا في الجيش الجزائري والتعليمات تقول لا يجوز للعسكري أن يكتب وينشر باسمه الصريح؛ لذا اضطر الى استعارة اسم زوجته (ياسمينة خضرا) وصار يكتب رواياته بهذا الاسم حتى طبقت شهرته 
الآفاق ..
ورغم كل هذه الشهرة، لكن هذا الاسم سبب له الكثير من المآزق والمشاكل .. فعندما كشف عن اسمه الحقيقي في عام 2001 (محمد مولوسهول) الضابط الرفيع في جيش بلاده انتقل بعنف من مصاف الكاتب العقائدي إلى الكاتب المشتبه 
به....
 إذ أن الرأي العام الفرنسي المنقسم والمتقلب ازاء مسألة المسؤولية عن المجازر تحوّ ل ضده...
فقد اتُّهم من أطراف ثقافية فرنسية وجزائرية بقيامه مع الجيش الجزائري بمجازر دموية ضد المدنيين، وفي روايته السيرية (مكر الكلمات) يورد حادثة أساءت له كثيراً من قبل مثقفة جزائرية أرادت أن تحرجه أمام جمع من الأصدقاء الفرنسيين والجزائريين في باريس وهم مجتمعون حول مائدة عشاء، أرادت تلك السيدة أن تحرجه حين سألته: لماذا لا تتكلم إطلاقاً عن التعذيب في 
كتبك؟ ولا وجود في كتبك لتلك الجزائر المعذبة؟ نصوصك أبعد ما تكون عن 
الواقع....
ثم لماذا الاسم المستعار!؟ ثم تكمل هذه السيدة الحاقدة:- اسم أنثوي لرجل؟! لقد استغل النساء وقامت مجلات نسائية كثيرة بتخصيصه بصفحات ثناء..  لقد خدعها وكان الرد ليس من قبله فقط وإنما من قبل أكثر الحاضرين. 
ياسمينة خضرا شاء الآخرون أم أبوا واحد من كتاب الجزائر الوطنيين استطاع برواياته التي تحمل بصمته أن يترجم لأكثر من أربعين لغة وأن يقتحم الكثير من الأوساط الثقافية وأنا ابتداءً من روايته (الصدمة) حين قرأتها قلت لا بد من قراءة جميع أعماله، لهذا اشتريتها وقرأت له (فضل الليل على النهار) و(مكر الكلمات) ورواية (خرفان المولى)، وهناك روايات أخرى تنتظرني منها (القرية كاف) و(أشباح الجحيم) و (سنونوات كابول).... حين تقرأ لهذا الكاتب فلن تستطيع نسيانه 
بسهولة.