توصلت دراسة، أجريت لفترة طويلة، إلى أن جلسة واحدة من العلاج الإشعاعي يمكن أن تكون فعالة في علاج سرطان الثدي تماما مثل عدة جلسات من العلاج الإشعاعي التقليدية طويلة الأمد.
وقال الباحثون إن النساء اللاتي تلقين علاجا لفترة أقصر كن أقل عرضة للوفاة بسبب أنواع أخرى من السرطان وأمراض القلب في السنوات الخمس اللاحقة.
لكن خبراء أمراض السرطان أثاروا مخاوف بشأن منهجية الدراسة البحثية.
حيث تلقت المريضات الخمس، اللاتي أجريت عليهن الدراسة، جلسات إضافية من العلاج الإشعاعي.
وقال رئيس فريق الباحثين، البروفيسور جايانت فيديا، إنه توقع أن تحتاج نسبة من المريضات إلى علاج إشعاعي إضافي، لأن اختبارات ما بعد الجراحة يمكن أن تكشف أن الأورام كانت أكبر أو أكثر تأثيرا من المتوقع.
وأضاف فيديا أنه على الرغم من ذلك إلا أن 80 في المئة من المريضات يستفدن من دورة العلاج القصيرة وتكون آثاره الجانبية أقل.
ويتضمن العلاج الإشعاعي ( TARGIT-A ) المستخدم أثناء الجراحة جلسة واحدة من الإشعاع داخل الثدي، فور إزالة الورم.
ويقدم هذا النوع من العلاج الإشعاعي، الذي طوره الأطباء في جامعة يو سي إل (UCL) في لندن، باستخدام جهاز صغير يوضع داخل الثدي مباشرة في موقع السرطان. ويعني هذا أنه يمكن للمريضات أن يتلقين العلاج الإشعاعي في نفس الوقت الذي يتم فيه إجراء العملية الجراحية لإزالة السرطان.
ومن ثم لا يحتجن للعودة لتلقي أي جلسات علاج أخرى، والتي يمكن أن تتراوح من 15 إلى 30 جلسة في المستشفى بالنسبة للأشخاص الذين يخضعون لطريقة العلاج الإشعاعي التقليدية. وقد أصبح هذا النوع من العلاج متاحا في عدد صغير من عيادات خدمة الصحة الوطنية التي لديها المعدات المناسبة.
وخلال جائحة كورونا، خفضت هيئة خدمة الصحة الوطنية عدد جلسات العلاج الإشعاعي التي تحتاجها المريضات بعد الجراحة إلى حوالي خمس جلسات.
وأجريت الدراسة على 2298 امرأة مصابة بسرطان الثدي في 10 دول، تلقى بعضهن جلسة علاج إشعاعي أثناء الجراحة فيما تلقى البعض الآخر جلسات علاج إشعاعي تقليدية بين عامي 2000 و 2012.
وذكرت الدراسة في السنة العاشرة لها تماما أن جلسة واحدة من الإشعاع أثناء الجراحة كانت فعالة مثل عدة جلسات من العلاج الإشعاعي التقليدية طويلة الأمد.
وقال الباحثون إن هذه الدراسة الأخيرة، التي تابعت النساء المصابات بسرطان الثدي لمدة خمس سنوات بعد تلقي العلاج، أكدت هذا الاستنتاج.
ووجدت الدراسة أن عددا أقل في المجموعة التي تلقت العلاج بجلسة واحدة توفين لأسباب أخرى، بما في ذلك أمراض القلب والرئة وأنواع أخرى من السرطان.
وقالت جامعة يو سي إل (UCL) إن الدراسات السابقة أظهرت أيضا أن الآثار الجانبية المتعلقة بالإشعاع لهذا النوع من العلاج قليلة، بما في ذلك الألم والتغيرات في مظهر الثدي.