إليكِ وحدكِ

ثقافة 2020/08/22
...

عباس السلامي
- 1 - 
في المنفى
ليس لي من سَلْوى - سوى أن 
 أستلّكِ من مخيلتي، أجلسكِ أمامي 
وأحاوركِ عن قـرب  
 
- 2 - 
كلّ مساءٍ أرقب طلّتكِ من ثقب الوحشة
كلّ صباحٍ أتحسسُ سكّركِ في قدح الشاي
وأحتسي مرارتي 
 
- 3 - 
أحببتُكِ في سرّي
وحينما فكرتُ لأعلن عن هذا الحب 
 – بمجرد أني فكرت-
اقتحموا عزلتي،
 واقتادوكِ فكرةً من رأسي
وتركوني  - يومها - وحيداً أفتّش عنكِ 
ورأسي يضجُّ بأفكار 
فارغة !
 
- 4 -  
بعد غيابكِ
صرتُ سيد العزلة
تقفُ إجلالاً لي الجدران
 
- 5 -
أَضْغاث ذكريات 
تلك التي كنا نستحضرها معاً
-لحظة ما نلتقي -
على المفترق !
 
- 6 -
ما لِمواعيدنا حزينة 
أراها تذرف الوقت ؟
 
- 7 -
يتثاءب الطريق 
تغفو عيون التراب 
تـفـزّ آثاركِ 
فتسقط خطاكِ العالقة
 
- 8 -
تمرّين
أشعرُ وكأنَّ
نظراتكِ
تشطرني نصفين
نصفاً يتهجّى عينيكِ
والنصفَ الآخر
يقرأُ مابين الشفتين 
 
- 9 -
فليهنأ إذن 
قلبُك الأعمى بدقاته المنتظمة
وليتخبط قلبي الواهن المرتبك
قلبي الذي يدق – حين تمرّين- 
مثل ساعة يعبث بها طفل
  
-10- 
كي أحبّكِ كما يليقُ بكِ
وتحبّيني كما يليقُ بي 
لا بُدَّ من واقعٍ مضيء
يليقُ بالحب..!! 
 
-11-
لكي نعيشَ تحتَ سقفٍ واحد،
علينا أن نتمكنَ أولاً
 من رفع سقف أمانينا 
بما يسمح
 لإقامة اثنين في جسدٍ واحد !! 
 
-12- 
حينما أمرُّ على مقربة من نافذتك 
يكادُ قلبي أن يفرّ منّي
وبالكاد تسيّرني أرجلي 
وتدفعني إيماءتك
على فعل ما لمْ يفعلهُ الطفل 
 
-13- 
كلّ هذا الضوء الممتد
 مابين الأرض والسماء
 بالكاد يُضيءُ فقط زاوية من قلبي، 
أما ضوؤكِ فيضيءُ يضيءُ قلبي كله 
 
-14- 
أتسلَّقُ وجعي
أقفُ على قمة أحزاني
لأُشْعِرَكِ فقط لأُشْعِرَكِ
أنّني أشاركُكِ الفرح 
 
-15- 
عطشي يتلاشى وأنا
أنطق أول حرفٍ من اسمكِ
وما أن أكمل نطق ما تبقى منه
أرتوي..