بغداد/ سرور العلي
على الرغم من كبر سنه، إذ يبلغ (80) عاماً، مازال فؤاد جهاد يحتضن عوده بحب ومتعة، ويواصل شغفه داخل ورشته الأثرية في أحد أحياء بغداد، معتبراً العود "سيد الآلات الموسيقية".
جهاد تحدث لـ"الصباح"، عن بدايات مهنته قائلاً "منذ أن كان عمري ثمانية وعشرين عاماً، قمت بشراء عود لاتعلم صناعته، إذ كنت في حينها أعمل نجاراً وبعد تردد على أحد الأسطوات في بغداد وهو محمد فاضل، بدأت بصناعته، اذ صنعت أول عود للإذاعة الكردية".
وأضاف جهاد، وهو يتجول داخل زوايا ورشته "افتتحت معملاً بعد مرور سنوات على ممارسة المهنة في منطقة الصالحية، ثم انتقلت إلى الطوبجي لتخصيص ورشة ضمن المنزل الذي سكنته"
وعن مدة صناعة العود، أوضح "أصنع عودين في الشهر بسبب دقة صناعته، والجهد الذي يحتاجه إذ يتكون من خامات عديدة ومعقدة".
وبين أن "مكونات العود هي، الوجه، والرقبة، والقصعة، والأنف، والأوتار، لتجمع بعدها بألواح كبيرة خشبية ثم توضع فوق مكواة ساخنة، وتلصق بمادة الصمغ، وتلمع ويركب عليها الوتر والمفاتيح".
الورشة التي يرجع تاريخها إلى عام 1957 ، جمعت بين جدرانها الكثير من الذكريات الجميلة التي مازال جهاد يحتفظ بها، وزاره العديد من الفنانين الكبار حسب ما يقول، ومنهم كاظم الساهر، وسلمان شكر واقتنوا العود الذي صنعه، ولقب بـ"شيخ العوادين"، لعراقته في المهنة.
يشاركه الحديث ابنه الشاب فارس، الذي ورث الحرفة من والده "نستخدم أنواعاً من الخشب في صناعة العود وهي، السيسم، والجوز الذي نستخدمه بكثرة، والسيدار، والسبروس".
وختم جهاد حديثه، وهو يطالع صور مراحله العمرية على الجدران بصوت متعب "لا أستطيع ترك المهنة رغم كبر سني".