مثل الدمع ومثلي

ثقافة 2020/08/29
...

  بغداد: مآب عامر
 
"إلى الذين أبكي عليهم دائما" هذا هو الإهداء الذي زينت كلماته مطلع المجموعة الشعرية "مثل الدمع ومثلي" للشاعر خالد البهرزي.
اعتمدت المجموعة التي صدرت منذ أيام قليلة عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في أفكارها على تنوع نصوصها الشعرية وما تحمله من حزن ودموع وعبث وتيه وغير ذلك، كما في نص (رثاء) الذي قال الشاعر في بعض منه: (أنا لا أرثيك لأني/ لا أملك غيرك يبكي كلماتي/ لا أرثيك، بموتك تنتحر الغابات/ وتفقد شمس الله أنوثتها).
 كما وتحيلنا المجموعة الشعرية التي تضمنت ما يقرب من الـ 35 قصيدة إلى غاية الإنسان التي يدور حولها، ومن دورانه هذا قد يستطيع تفكيك تساؤلاته المتمثلة بالحياة والموت، ومن عناوينها: (تفرد، كوزمتك، استشفاف، اختراق، أخاديد، بحار، فوتوغراف، حلم، فوضى، رثاء، صخور، انتباهه، دائما، إشكال، بلوغ، حياة، نداء، تخلي، ايوبيات، تداخلات جديدة لأيوب، امرأة أخرى، القادم مع المطر، الركض في العراق، الذهاب إلى النهر، مرثية الماء، توأم روحي، اثنان في العاصمة، آخر المطاف). 
وفي قصيدة "فرض عين" يكتب البهرزي: (أقول عن سبأ وأقصد غيرها/ ليس من مثلك/ قد يعشق انسان بلادَهْ/ لم يكن عشقا سويا/ إنما كان جحيما سادرا دون هوادَةْ/ فرضُ عين حبّها هذي البلاد/ وها انت بمعناها تهيم/ وسواك العابثون/ لا تقل لي أنت مفتونٌ بآيات الجمال/ كل شيء لم يعد فيها جميلا/ فالخراب الآن يعلو عبر تاريخ الجنون/ وأمانيك تموت/ وخريف العمر يقتات على مر السكوت/ عرش بلقيس تهاوى/ مثل بيت العنكبوت/ يا سليمان أغثنا من جحيم لا يطاق/ وارسل الهدهد كي يحكي الذي ما نحن فيه/ فالمطايا ركبتنا/ ودم الشمس يراق/ والمساكين حيارى ينشدون التل كالغرقى/ ولا تل هناك/ أيها المقتول في الحالين من أي تولي/ وإلى أين خطاك/ كل هذا من عجيب العصر فابكي/ فالثرى يرثي دماك/ ولتغني/ أنا ما عدت أراك/ (سالما منعما وغانما مكرما)/ ولتغني/ دون صوت سبأ لو مت فيها/ مثلما مات هواك).
أما في قصيدة "مثل الدمع ومثلي"، والتي سميت المجموعة الشعرية بعنوانها، فيقول البهرزي فيها: (حين يبكي الحجر دما لونه كالبياض/ ومن جهة أدمنت حزنها واختصار النزيف/ كمثل اشتعال السواد في جذور الجبال/ ومثل انهمار طحين السماء/ ومثل شاعر يلفظ أنفاسه الأخيرةْ/ وحلقت في رأسه قصيدة/ ومثل قلب امرأة ساح لفقد مهيب/ ومثل دمعة سقطت من عين الله/ وحين يبكي الحجر يعتل وزن الكون/ ويسمع البكاء شاعر/ يعيد له الترتيب في قصيدةْ/ وتسمعه امرأة تنهض من قبرها/ من فجرها/ من آخر النحيب/ للبحث عن مفقودها الحبيب/ ويسمعه الله وينزل الملائكة وتأبى الصعود/ فتعتذر لله/ ثم يرفعها في تفلة واحدةْ/ حين يبكي الحجر/ يقول شاعر/ ياليتنا كنا معك/ وتقول امراة/ في آخر المطاف اتبعك/ ويقول الله من علاه/ لا حول ولا قوة إلا بي/ من أي ثدي أرضعك؟).
ويذكر أن خالد البهرزي من مواليد ديالى 1953، ومن اصداراته "ثلاثة في مركب واحد"، "محنة انكيدو" جاء الكتاب في (100) صفحة من القطع المتوسط.