وأنا السّواد

ثقافة 2020/08/29
...

  صادق الطريحي
 
من أينَ تبتدئُ الطّريقْ؟
إنّ الذّئابَ تراقبُ الطّرقاتِ ..
تَكتمُ صورَتكْ.
منْ أينَ تأتي، والطّريقُ مُلغّمٌ
بالبائعينَ إلى الولاةِ ملابسَكْ
من أينَ تبتدئُ الطّريقْ؟
وتلاقفُ الرّاياتِ يُخفي 
رايتَكْ،
إنّ الجميع يراسلوكَ؛ لكي تؤخّرَ مَقدمَكْ،
هم ينظرونَ إليكَ، يرصدُك الجنودُ ..
سيبترونَ أصابعَكْ.
ولمنْ تسيرُ ..
لمنْ تسيرُ ..
وجوقةُ الأضدادِ تقطعُ أنهُرَكْ.
من أينَ تدخلُ؟
إنّ آلافَ الحواجزِ تَسألُكْ
ـ مَنْ أنتَ؟ ..
ما تلكَ التي بذراعكِ المقطوعِ؟ ..
أيّ مُغفّلٍ سيرافقُكْ!!
***
لا، لن أتيهَ ..
وصلتُ يَحملُني الفراتُ قصيدةً
ووصلتُ أحملُ رايتي
وملابسي بيضاءُ، ناصعةٌ، تَسُرُّ النّاظِرين.
لا، لن أتيهَ ..
هنا ولدْتُ، مشيتُ ..
تحملُني المدينةُ شاهدا
ومدينتي خضراءُ، يانعةٌ، تَسُرُّ النّاظِرين                  
ودخلْتُ ..
أعرفُ أنّ قُطعَانَ الذّئابِ تُلاحقُ الشّهداءَ ..
والشّمِرُ المسلّحُ يَقتلُ الشّهداءَ ..
والشّهداءُ مازالوا مَعي
ـ هلْ تعرفون؟
والخاتَمُ النّبويّ مشجوجًا مَعي
ـ هلْ تعرفون؟
***
لا، لن نتيهَ ..
أصابعي أنتمْ، وأنتمْ صُورتي
وأنا السُوادُ.