شلال عنوز
إيهِ غماس
شَرَّقَتْ ناقتي..
غَرَّبتْ
شرِبَتُ الانهرَ الجفافَ
شرِبتني
أكلتني الدّروبُ
الخُطى
تسنبلتُ في الطُّرُقاتِ
المُسَهَّدَةِ
النافِرة
نمتُ على أذرعِ
النهارِ الغسق
أُحلِّقُ حيناً
وحيناً أذوبُ
أعدُّ الخطى الواقِفة
بَنَيت القصورَ
الرمال
إمتطيتُ الخيولَ
المشدودة الأعين
التائِهة
أَشِدُّ عَلى
أملٍ وهْمٍ
حقيقة
يقظاً
نائماً
أُلَملمُ جُرحاً
فانياً باقياً
لفظتني..
أَعصرٌ بابليّةٌ
غازلتها المسافاتُ
السراب
بين (سومر) و (أكد)
أَصعدتني أَنزلتني
ثلاثون عاماً فِراق
أبحثُ في الوجوهِ عَنّي
كلُّ الوجوهِ كساها
الصَّدأ
كلُّ الدروب نَسَيتني
سوى
الحَّية المِّيتة
سألت الطرقَ
الصامِتةََ
الخرساء
نَفَضتُ كُلَّ غُبارِ ذاكرتي المُسوّسة
أَما من أَثَر؟
أَما من خبر؟
أَيا أيّها الطفلُ
الحالِمُ المستَفزُّّ
أنت والأمنيات
المشدودةِ بجناحِ العنقاء
في أيِّ حَدْبٍ تحط ُّ؟
تحمل مزماراً
صولجاناً مسروقاً
هَرّبَتهُ الرياحُ
حافياً منتعِلاً
تمسكُ حَفيفَ الأشجار
تغفو على (سعفِ) النخلِ
تَمِدُّ خيطاً في الأفقِ
الهاربِ
طالعاً مختفياً
أَرّقتَ الليلَ
أَتبعتَ التَعبَ
راكضاً بين...
شجرةِ مهملة
وجدولِ عقيم
أَما تستريح؟
متى تستقر؟
غِناءٌ بكاء
بُكاءٌ غناء
على أيِّ مَرسىً سترسو؟
إلى أيِّ حدٍّ يزولُ الخَطر؟
تجوب المنى
اللابساتِ العويل
خَطَرْ
مرورٌ
خطرٌ
تستصرخُ الجيوش
المنتصرة المدبرة
تحشِّمُ الأحياءَ الموتى
تستغيثُ
لا شيءَ غيرَ الصدى
ذهابا
إيابا
للهِ ردُّكَ أيُّها المتعبُ المستريحُ
أيا أيُّها الطفلُ الحالمُ
المستفـَزُّ
رويداٌ
فأنت على القليب
البكر
تسقيهم
ظمأً مغوليا
تقاتل
ما شرّبوكَ
ما آزروكَ
ودلوك ما مسته أيديهم
هم هكذا...
متى يصبح الملح تبراً؟
والعصا أفعى
تأكل ما يؤفكون
أنا (آصف بن برخيا)
جئتكم من (عبقرٍ) بخبر
ما وجدت هناك
سوى
الالقُ
الممتد من (كربلاء)