10 شركات ستبقى في السوق عقوداً طويلة

اقتصادية 2020/09/02
...

  دوغلاس أ. مكلنتاير
  ترجمة: مي اسماعيل 
حينما نجد أن الشركات الأكثر نجاحا في العالم تأسست منذ عقدين من الزمن لا غير، وأنها تواجه منافسة شديدة؛ قد لا يبدو من المحتمل أن أي شركة يمكنها الاستمرار لعدة عقود.. او لقرن مقبل! لكن بعض الشركات الناجحة عالميا ما زالت مزدهرة بعد أكثر من قرن على تأسيسها؛ فهناك (على سبيل المثال) شركة "فورد" للسيارات التي تأسست سنة 1903، و"جنرال ألكيتريك" التي تأسست سنة 1892، و"كروغر" سنة 1883.. تلك الشركات وغيرها كانت من بين الخمسين الأكثر حظا في السنين الخمس الماضية، وبعضها استمر كذلك لعقود. 
 
أدوات الاستمرارية
من النقاط المهمة لاستمرارية أي شركة اليوم: القابلية على التكيف؛ رغم أن بعضها ما زالت تعمل اساسا ضمن ذات التخصص الذي نشأت لتنفيذه. فشركة "كروغر" ما زالت تجهز البقالة؛ لكنها توسعت من متجر واحد الى مئات المتاجر. وتأسست شركة "جي. إي- GE" كمجهز للعدد الصناعية، وتطورت عبر السنين الى عملاق يبيع محركات الطائرات النفاثة وغيرها. كذلك لا يمكن تجاهل أهمية موثوقية الاسم التجاري والالتزام به؛ وهي عوامل تستند الى حكم المستهلكين الذي قد لا يتغير مستقبلا.. وبذا يجب أن تكون نسبة الثقة بالاسم التجاري عالية.الشركات التالية ستبقى غالبا في السنين المئة المقبلة؛ رغم أنه قد يتعين عليها تغيير أنماط عملها، جزئيا على الاقل.. 
1 - شركة "كوكا كولا": تبيع الشركة انواعا متعددة من المشروبات الغازية؛ وأشهرها مشروب "كوكا"، وهي موجودة في السوق منذ سنة 1886.  فهل ستستمر لقرن مقبل؟ قد يتعين عليها بيع مشروبات لا تستند الى السكر كما تفعل الآن. لكن شركة كوكا كولا اثبتت قابليتها على التكيف؛ فهناك مشروب "كوكا" الخالي من السكر للحمية، وحينما اتجه الناس الى المياه المعلبة؛ اشترت شركة "داساني-Dasani"، واتجهت لتسويق المشروبات للرياضيين. يمكن تصنيف الشركة بين الاسماء التجارية الأكثر قيمة لعقود مقبلة، وحينما ستتغير أذواق المستهلكين مستقبلا؛ ستكون "كوكا كولا" جاهزة بمنتجات جديدة.
2 -"جي بي مورغان وتشيس": ويفوق تاريخ سلفها المئة عام، وتعمل بمجال البنوك الاستهلاكية والمدفوعات الإلكترونية والخدمات المصرفية التجارية وتداول الأسهم والسندات والتمويل العالمي. فهل ستختفي بعض تلك المجالات؟ بالتاكيد.. وهل ستستمر الحاجة لبدائل للتعامل المالي والتوفير والصفقات؟ نعم. الجدلية هنا أن عملات مثل "البتكوين" ستحل محل التعاملات المصرفية التقليدية؛ وهذا قد يكون صحيحا في بعض الاحوال. لكن الناس والمؤسسات سيستمرون بطلب شركات موثوقة لاجراء تعاملاتهم؛ لذا لن تختفي شركات أسست الثقة بتعاملاتها المالية لعقود طويلة.  
3 -"تيسلا": ستستمر هذه الشركة غالبا لقرن مقبل؛ لموقعها المتصدر بانتاج السيارات الكهربائية وذاتية القيادة وقدرتها على التكيف كانت حجر ارتكازها الاهم. من المتوقع أن تمضي الشركة (كما هو الحال مع "فورد") بعلامتها التجارية عبر عقود من التطور؛ حتى اذا اصبحت السيارات تطير أو تسير آلاف الكيلومترات. يمكن القول ان تسيلا ستجمع كفاءة شركات السيارات الشهيرة في زمن تحولات خصائص السيارة الشخصية (عدة مرات عبر العقود المقبلة). 
4 - "فيس بوك": وهي مركز الاتصالات الشخصية العالمية وتضم نحو أربعة مليارات مشترك؛ لذا يصعب الاعتقاد أن المشتركين سيتجهون الى منصة اخرى، لأن فيس بوك لها ريادة ملحوظة في التواصل الاجتماعي. فهل ستصبح القائدة في منصات الاتصالات الالكترونية؟ على الاغلب.. وهل سيتحول المستخدمون عنها بعدما وضعوا معلوماتهم الشخصية وصنعوا شبكة من الاصدقاء؟ أمر مستبعد. 
5 - "بيركشاير هاثاوي": وهي شركة قابضة أميركية عملاقة منذ عقود. والحكمة لدى الشركات العملاقة القوية هي القدرة على التقاط أفضل خيارات الاعمال لامتلاكها أو الاستثمار فيها؛ وهي قدرة لا يرجح اختفاؤها لأنها جزء من التعاملات الدولية. فهل سيكون لها قدرة التحول بشكل كبير؟ لن تختفي مهارات توظيف رأس المال لامتلاك شركات اخرى؛ لكن مجال اهتمامها قد يتغير، مع استمرار ملكيتها لأجزاء كبيرة من شركات اخرى (مثل- "أبل" و"كوكا كولا" و"كرافت هاينز")..
6 - "أبل": قد تختفي الأعمال الأساسية لتصنيع وبيع المعدات الحاسوبية خلال بضعة عقود، وقد لا يعود الناس بحاجة اليها؛ لكن أبل تمتلك ما تسميه "نظاما بيئيا" من الأشخاص الموالين لعلاماتها التجارية ومنتجاتها وخدماتها؛ وهو نظام يضم مئات ملايين الافراد. تلبي أبل طلبات اولئك الافراد على الوسائط والحوسبة السحابية والمعاملات المالية، وسيكون من الصعب استبدال جيش العملاء المخلصين بعلامات تجارية يقل ولاء الناس لها.  
7 - "أمازون": لدى امازون (كما هو الحال مع أبل) مئات ملايين الزبائن، ولديها ايضا ثلاثة مجالات عمل قوية: أولا- التجارة الالكترونية؛ وهو مجال حيوي للشراء وتسلم البضائع قد تمتلك أمازون النسخة المتقدمة منه. من المرجح أن ينجو المجالان التاليان للعمل ويزدهرا؛ وهما- وسائل وأجهزة الاتصالات القائمة على الذكاء الصناعي (وأمازون متقدمة فيه ولديها مهارة تصدر اعداد البرامجيات الاساسية له). من المحتمل أيضا أن تستمر أعمال التخزين على السحابة الالكترونية "cloud storage" في أمازون وتتطور؛ حيث يرغب الأفراد والشركات بتخزين البيانات على مواقع محمية وبعيدة. 
8 - "ماستر كارد": تعمل ماستر كارد بالفعل في مجال النقل والخزن الامن لرؤوس الاموال (كما تفعل جي بي مورغان وتشيس)، وتطورت الى الوسائل الالكترونية للدفع. ومرة اخرى ستبقى الثقة وتاريخ من التحويلات المصرفية الامنة عاملا لانتقالها الى المستقبل. تملك ماستر كارد شبكة من مئات الملايين البائعين المتصلين بالفعل بنظامها، ومن مزاياها الأخرى قدرتها على انجاز تحويلات موظفي الشركات متعددة الجنسيات.  
9 - نيويورك تايمز: قد تكون وسيلة الاعلام الأكثر ثقة في أميركا؛ خاصة في عالم تهيم عليه الاخبار الزائفة. يكلف جميع أفراد كادرها بمهمتين: جمع الحقائق والتأكد من مصداقيتها؛ وقيمة تلك الاشياء لن تختفي مستقبلا. تجاوزت هذه الشركة المئة عام بالفعل، وطورت وسائل الاتصال فيها مع الوقت، وانتقلت الى النسخة الرقمية بتناقص استخدام الصحافة الورقية. ويمكن القول أن مشتركيها الخمسة ملايين على النت هم من الاكثر لأي واسطة اعلام في أميركا. 
10 - إير بي إن بي"Airbnb": تستقر الشركة في قلب تجارة ايجاد مواقع لها مالكون موثوقون وتأجيرها لمؤجرين موثوقين. سيكون نظام الفحص هذا عرضة للتطور ويصبح أكثر ثقة، وغالبا لن يختفي سوق الاشخاص الراغبين باستخدام عقارات لا يمتلكونها. قد يصبح مسار تفقد تلك المواقع ضمن اسلوب الواقع الافتراضي، وقد تصبح وسائل الدفع رقمية ايضا؛ لكن متطلبات مثل هذه التجارة ستبقى قائمة لفترة طويلة.
 
موقع {وول ستريت 24 /7}