يبدو أنَّ العالم المعاصر أخذ يتجه صوب الدراسات النفسية والاجتماعية للأسرة، لأنها تشكل النواة للمجتمع، وحل مشكلاتها وماتواجهه من صعوبات داخل المجتمع بعصر العولمة الثقافية والصحية بعد هذه الجائحة العالمية التي ألقت بظلالها على كل شعوب العالم.
إلا أن ثمة ضرورة قصوى لتقصي المشاكل الأسرية لإيجاد الحلول النفسية لها، بعد تفاقم تلك المشكلات نتيجة للظروف التي نعيشها، وإنشطار الأزمات التي تولد الضغوط على الآباء والأمهات، فضلاً عن العلاقات الاجتماعية ومايحصل من إحتكاك وإختلاف ومشاكل للأسف قد تصل للقطيعة والعنف بين الأسر بمحيطها الاجتماعي، وهذا يُرهق أي بلد حينما تتفاقم فيه الأزمات الاجتماعية، فالحل لكل المعضلات ينطلق من التنشئة الأسرية الصحية، فالمقدمات الصحيحة تنتج نتائج صحيحة، لذا اتجهت دوائر البحث العلميّ والمعرفيّ نحو بوصلة الكتابة والتأليف والدراسة للتنشئة الأسرية بكل الأبعاد الثقافية الصحية، إذ أن الكتابة عن الأسرة شحيحة جداً، فضلاً عن مؤلفات لاتذكر، بينما أن كتاب فلسفة التربية لمحمد تقي فلسفي أخذ الدور الكبير لعقود، وكذلك كتاب العلامة جواد الصافي الذي خصصت دراسات عن تلك الكتب وعشرات غيرها بأهم صفحة بالصحف العراقية – صفحة الأسرة بالصباح، فمن الإصدارات الحديثة كتاب (في التربية الخاصة.. مشكلات وحلول) للدكتور خالد محمد عبد الغني/ الوراق للنشر والتوزيع بـ 180 صفحة لعام 2018، جاء الإهداء مُختلفاً (إلى : العاملين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة)، فحقاً هؤلاء يقدمون خدمات جليلة لهذا الصنف من المجتمع التي عجزت حتى الأسرة عن العناية بهم، اذ تناول عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني موضوعات أسرية فائقة الأهمية بستة فصول:
1 - سيكولوجية الإعاقة البصرية التعريف والخصائص والتعليم والدمج.
2 - الاتجاهات الأسرية نحو الطفل المعاق.
3 - التدخل المبكر: مفهومه
وكيفية تطبيقه ودور الأسرة والمجتمع.
4 - الضغوط والاحتياجات وسبل مواجهتها ودراسة حالة لإحدى الأمهات.
5 - أسرة الطفل المعاق سمعياً الضغوط والاحتياجات.
6 - التأخر الدراسي مفهومه وأسبابه وتشخيصه وعلاجه.
ذكر المؤلف في الصفحة التاسعة بمقدمته في التربية الخاصة مشكلات كثيرة تواجه الوالدين والأبناء والمعلمين والمؤسسات التربوية والمناهج الدراسية والخدمات العلاجية والتدريبية وطرق تشخيص وتقويم ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات الترفيه المختلفة، وشبكات الدعم الاجتماعي)، إذ تميز الكتاب بأهمية المعلومات الفائقة بالتربية الخاصة، لما يتميز به عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني من سعة الإطلاع والتنوع التدوينيّ بمؤلفاته التي ناهزت الثلاثين كتاباً بعلم النفس والأسرة
والنقد الأدبي، فالكتاب الذي تجد فيه الحلول للمشكلات الأسرية وفهم العلاقات الاجتماعية، أعتقد أنه مما يستحق الاطلاع والتبصير به في عالم اليوم، لذلك نجد بكل فصل ومبحث هناك نقاط لمعالجة أي ظاهرة بالأسرة وهو الأهم، فالسرديات اليوم بجميع المجالات قد تعالج الهم الشخصي والهواجس الشخصية الذاتية، فيما تلك الدراسات تعود بالنفع الكونيّ للبشريّة لأنها محصلة جهد علميّ رصين وهادف.