الصين تفتتح أول معرض للتجارة والخدمات منذ تفشي كورونا

اقتصادية 2020/09/04
...

  بكين: شينخوا
انطلقت فعاليات معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات في بكين أمس الجمعة وتستمر إلى التاسع من أيلول الحالي، اذ يعد هذا أول حدث اقتصادي وتجاري دولي رئيس في الصين منذ تفشي جائحة 
(كوفيد- 19 ).
ويبرز المعرض مبادرة الصين إلى دفع انتعاش الاقتصاد العالمي وسعيها إلى تقوية جسور التعاون ومواصلة البناء على ما تحقق من منجزات مع بلدان العالم ومن بينها الدول العربية.
و يوفر المعرض على مدار الأيام الخمسة القادمة منصات عبر الإنترنت وغير متصلة بالإنترنت للمعارض والمنتديات والمفاوضات التجارية في قطاعات تجارة الخدمات المختلفة.
ويعد المعرض واحدا من ثلاث منصات رئيسة مفتوحة للمعارض في الصين، إلى جانب معرض الاستيراد والتصدير الصيني، المعروف باسم معرض كانتون، ومعرض الصين الدولي للواردات، والتي أسفرت عن نتائج مثمرة على مدار السنوات الماضية.
ويصارع الاقتصاد العالمي الآن ربما أسوأ ركود منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، ويبحث بشدة عن دفعة قوية جديدة.
ويمكن أن يمثل المعرض بوابة مهمة للخدمات الدولية عالية الجودة لدخول السوق الصينية المفتوحة باستمرار، ولتعزيز الصين لعلاماتها التجارية للخدمات التنافسية بين العملاء في جميع أنحاء العالم.
ووفقا لوزارة التجارة الصينية، فقد بلغ إجمالي تجارة الخدمات في الصين في النصف الأول من هذا العام 320 مليار دولار، مع تقليص العجز التجاري بنسبة 46.1 بالمئة على أساس سنوي.
ومن خلال تعزيز تجارة الخدمات بشكل أكبر، تعمل الصين بنشاط على تحسين هيكلها التجاري، 
وتعميق مشاركتها في سلسلة القيمة العالمية.
وفي الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني- العربي الذي عُقد في تموز 2020 عبر الإنترنت، اتفق ممثلو الجانب العربي مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي بشأن العمل مع الصين في سبيل تنفيذ خطة تحدد ملامح العلاقات الصينية-العربية في العامين المقبلين، وتسريع التعاون في إطار الحزام والطريق، وتعميق التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والسياحة والثقافة، من أجل تحقيق التنمية المشتركة.
وقد وقعت 19 دولة عربية وجامعة الدول العربية مع الصين على وثائق تعاون لبناء «الحزام والطريق». ويتواصل العمل المشترك لتحقيق المواءمة بين الستراتيجيات التنموية للدول العربية لتتوافق مع مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، مثل «رؤية مصر2030» و«رؤية السعودية 2030» و«رؤية الأردن 2025» وإنشاء «مدينة الحرير» بالكويت وغيرها، حيث تم في إطار هذا العمل إنجاز عدد من مشاريع البنية التحتية ومجمعات التعاون الصناعية.
وتطلعا للمستقبل، تدعو الصين والدول العربية إلى رفع الوعي بأهمية بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، حث توصل الجانبان إلى توافق بشأن بناء مجتمع مصير مشترك صيني- عربي ومجتمع صحة مشتركة صيني- عربي في خضم المعركة ضد جائحة 
(كوفيد- 19 ).  
وقد ذكر وو سي كه، المبعوث الصيني الخاص الأسبق إلى الشرق الأوسط، أن المشاورات التي أجرتها الصين والدول العربية عبر الفيديو على خلفية تفشي الجائحة مثلت عملا مبدعا في مسيرة التبادلات بين الجانبين وكانت لها 
أهمية بالغة في مراجعة ثمار التعاون الثنائي السابق والتخطيط للتعاون المقبل.
ويشكل العمل نحو المستقبل جزءا مهما من الشراكة الستراتيجية الصينية العربية، لا سيما في ظل حالة عدم اليقين التي يعيشها العالم في هذه الآونة، ويأتي معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات كفرصة ذهبية للبناء على ما تحقق من منجزات في العلاقات بين الصين والدول العربية ودفع التعاون بينهما في مجالات جديدة تواكب متطلبات العصر.