تسعى الحكومة العراقية الى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول العظمى، لاسيما الاوروبية من خلال خلق شراكات حقيقية وتعاون مشترك بمختلف المجالات، حيث يرى خبراء ومختصون، أن الحكومة تخطط لفتح آفاق من التعاون مع الدول المتقدمة للافادة من الخبرات العالمية في النهوض بالقطاعات الحيوية ومنها فرنسا.
لافتين الى ان زيارة الرئيس الفرنسي الى بغداد تعني فتح المجال للعراق للوصول الى الاسواق الاوروبية عبر بوابة فرنسا، شددوا على ضرورة الافادة من هذه الزيارات المهمة، لجذب الشركات العالمية للعمل في السوق العراقية وتذليل العقبات كافة من امامها.
آفاق التعاون
يقول الخبير الاقتصادي صالح الهماشي في تصريح لـ»الصباح»: إن «توجه الحكومة العراقية هو فتح باب جديد من التعاون والتنسيق المشترك مع جميع الدول لاسيما المتقدمة، حيث تحاول ان تستثمر جميع الزيارات واللقاءات الثنائية ما بين المسؤولين العراقيين والدول الاخرى لعقد مجموعة من الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم الاقتصادية بغية النهوض بالقطاعات العراقية».
واضاف أنَّ «العراق بات ينظر اليه من قبل دول العالم بأنه فرصة استثمارية، نظرا لما يمتلكه من امكانيات مادية وطبيعية وموقع جغرافي متميز، يجعل من الشركات العالمية الرغبة من العمل والاستثمار فيه، الا أن ذلك يحتاج الى جملة من الاجراءات من الحكومة العراقية، لغرض استغلال هذه الرغبة في خدمة البلد».
تذليل العقبات
وأوضح أنَّ «الاستغلال يتم من خلال اتخاذ اجراءات تذلل العقبات وتزيل المعوقات والروتين والبيروقراطيات من امام الشركات للعمل والاستثمار بمختلف المجالات»، لافتا الى ان «العراق بحاجة الى الشركات العالمية والاستثمار والى الخبرات الدولية».
واشار الى ان «زيارة الرئيس الفرنسي لبغداد طرح العراق خلالها التعاون الاقتصادي مع فرنسا»، مؤكدا ان «دولة مثل فرنسا واحدة من الدول الاقتصادية الكبرى تطرح تعاونا اقتصاديا معها في مجال الطاقة والبنى التحتية».
واكد أن «فرنسا تنظر الى العراق بأنه سوق مهمة جدا ولكن العراق لهذه اللحظة لم يحدد القطاعات وحاجتها للتعاون الاقتصادي».
الفساد والروتين
وشدد على «ضرورة القضاء على الفساد والروتين ويجب العمل على التخطيط المبني على قاعدة بيانات متكاملة ومتوازنة مع دول العالم»، لافتا الى ان «فرنسا ستحاول دخول العراق في انتاج النفط والتجارة والنقل لضمان وجود حصة سوقية لها في العراق».
من جهته، رأى الخبير الاقتصادي احمد الماجدي، أن «الزيارات المتبادلة ما بين العراق والدول الاخرى تعني وجود رغبة عراقية للانفتاح على جميع الدول اقتصاديا للوصول الى الاسواق العالمية، وكذلك تعني بان الدول باتت تنظر الى اهمية العراق من الناحية الاقتصادية لما يمتلكه من فرص استثمارية واعدة في مختلف المجالات».
رغبة فرنسيَّة
قال الماجدي في تصريح لـ»الصباح»: إنَّ «زيارة ماكرون الى العراق دليل على وجود رغبة فرنسية للعمل في العراق، لاسيما ان فرنسا تمتلك شركات عالمية متقدمة بمجالات عدة، حيث تسعى فرنسا للحصول على فرص استثمارية في العراق بمجالات النفط والغاز والطاقة، فضلا عن النقل»، مرجحا بزيارة زعماء دول اوروبية الى بغداد لعرض خدمات شركاتهم للعمل في العراق على غرار الفرنسيين، ما يعني أان العراق بعد زيارة ماكرون سيدخل الى الاسواق الاوروبية من خلال التعاون والتنسيق المشترك والافادة من الخبرات الدولية والاستثمار في القطاعات المختلفة في العراق.
حاجة العراق
واشار الى ان «الزيارات المكوكية لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي بدأها من ايران ثم الولايات المتحدة وصولا الى الاردن وهنالك زيارة مرتقبة الى السعودية جميعها ستفتح افاقا جديدة من التعاون الاقتصادي المشترك للعراق مع البلدان الاخرى»، لاسيما ان العراق بحاجة الى دعم الدول، خاصة في مجالات الاعمار والبناء والخدمات الاساسية الاخرى.