أمجد ياسين
هل للكتابة من حد تقف عنده ؟ ربما، ولكنه غير قمعي بالتأكيد، والا انتفى جوهر او غاية فعل الكتابة، ان الفصل بين ما تريد أن تكتبه او تقوله وبين الحدود الموضوعة - كل الحدود وضعية بامتياز- يعتمد على فهمنا للكتابة والهدف منها، فالكتابة غاية اساسية وركيزة مهمة من كينونة الانسان، ليس ترفاً بشرياً التطور في مراحل الكتابة وتحولها من الرمزية الى الصورية ثم الحروفية، كما ليس اعتباطا اصرار الانسان على ايجاد طرق جديدة، فاخترع لغات كتابة خاصة مثل لغة الحاسوب، وهو في كل هذا يبحث عن التخصص والتجديد والانفتاح على فضاءات معرفية اوسع من داخل اللغة الام، وكأنه
يريد قول الحقيقة بطرق عدة، وفي كل هذه اللغات الاساسية او البرمجية او الصورية كما في الحاسوب، غاية لبحث في قول وفعل جديدين، وبالتالي ليس من حد لفعل الكتابة او رأي
يقيدها اذا ما كانت وظيفتها الرئيسة سواء كانت تعليمية او ارشيفية او اجتماعية.. هي نقل الحقيقة ، اقول هذا وانا ارى حدوداً متفاوتة لفعل الكتابة وعلى مستويات متعددة، على سبيل المثال يمكن لكاتب مخضرم أن يكتب براحة اكثر من كاتب مبتدئ، ويمكن لوزير أن ينتقد ولا يسمح للآخرين بانتقاده، ويمكن لرئيس حزب أن يعترف بخطئه وغير مسموح لكاتب او صحفي.. أن يقول له انك على خطأ، على الرغم من ان الحقيقة او الرأي لا كبير او صغير فيه، ولكن هناك حدودا لا مرئية في وعينا تحدد هذا وتطلق يد ذاك، القرآن كتاب الله هل له من حدود؟ وهو كتاب هداية وقصص ومواعظ ونهي وتكريم وبيان للناس، ولكن عندما نقرأه الان هل نضع حدودا في عقلنا او نتخيل ان الله (عز وجل) فيما انزله على نبيه الكريم محمد( ص) وضع حدا لقول الحقيقة مثلا؟! وهل نتصور ان السومري والاكدي والبابلي والآشوري.. العراقي القديم وضع حداً عندما كتب ملاحمه او قصصه وقوانينه ودستوره؟ او انه خشي شخصا ما، نحن لا نتكلم هنا عن الآلهة وقدسيتها، او كتابة المنتصر، نتكلم عن الكتابة كفعل ورسالة انسانية، اطلقوا يد ولسان الحقيقة.