تَعطّلتْ سيارةُ الإسعاف
بينَ حريقين ...
حريق في بيوت الحي الفقير
وحريق في البنك المركزي
فعلى أيِّ الحريقين
يبدأُ المسعفون برشِّ الماء
...... آسفٌ جداً ...
أيُّها القارئُ العزيز
لقد إختلطَ عليَّ الأمرُ
فسيَّارة الإسعاف
غير مخصصةٍ لإطفاء الحرائق
ولذا يتوجبُ كتابة حكاية أُخرى
عن فساد أحوالنا في هذي البلاد
وسأكتبُ عن سيَّارة الإطفاء
التي تعطّلتْ ....
وهي في طريقِها
إلى مريضين ..
مريض مُصاب بالسرطان المزمن
لا يموتُ ولا يشفى
ومريض في الرمق الأخير
فأيّ المريضين
أولى بتقديم الإسعافات إليه
... ثانية أعتذرُ اليك ...
صديقي القارئ ..
فقد خانتني الذاكرة
مَرَّة أُخرى
فسيَّارة الإطفاء
- وكما تعرف -
غير مُخصصةٍ لإسعاف المرضى
ولذا توجب عليَّ كتابة حكاية ثالثة
لتوضيح اختلال القيم والموازين
في هذي البلاد
وسأكتبُ هذه المرة
عن سيارة الشرطة
وسأتركُ المجال لخيالك مفتوحاً
أيُّها القارئ
لتتخيلَ معي
إلى أيِّ حَدٍّ ساءتْ الأمور
في هذي البلاد العقيمة
فقد تعَطّلتْ سيارةُ الشرطة
وهي في طريقها
لمعالجة طفح المجاري
في مستشفى الطوارئ
في حين جاءتْ الأوامر العاجلة
من السلطات العليا
باعتقال اللصوص الذين سرقوا الدولارات
من مبنى البنك المركزي
حيث ما زالتْ تشتعلُ فيهِ النيران
حتى هذه اللحظة..