ما عليك إلاّ أنْ تثمن جهود أسرة تحريرها وتبارك ما يبذله من اجل مواصلة فعلها الجمالي في اثراء المشهد التشكيلي بمفرداتها المعبرة، عن حيوية الابداع العراقي في زمن يراهن فيه اعداء المعرفة على التصدي لكل اشراقات الحياة العراقية الناهضة، رغم ما يعتور الواقع من إنكسارات وتحديات، ونتمنى لو ان فصلية "رواق التشكيل" تكحل عينيك بداية كل شهر، بدلاً من انتظارها ثلاثة شهور بأيامها التسعين، وأنت تعرف ان ممكنات اصدارها شهرياً متوفرة.
فموارد جمعية التشكيليين العراقيين المالية تبهج المحبين، وقامات ورموز الانتاج الثقافي تكفي لسد عين الشمس ــ كما يقال ـــ وما أقترحه هنا تؤكده مفردات العدد التاسع/ للسنة الثالثة الصادر في اواخر آب 2020 ، وتنوع موضوعات واسماء الكتاب الذين أضاؤوا صفحاته الباذخة تصميماً واخراجاً و معرفة، فأنت تقرأ بغبطة حضور اساتذة ونقاد لهم ثقلهم التنويري في دينامية الحراك الثقافي وهم مع (حفظ الالقاب والمقامات) فاضل ثامر، ياسين النصير، ناجح المعموري، د. عاصم عبد الامير، د. محمد الكناني د. جواد الزيدي، علي ابراهيم الدليمي، خالد خضير الصالحي، د. زهير صاحب، محمد خضير، شكر الصالحي، خليل جليل، عماد عاشور، فاروق سلوم، صلاح عباس، محمود شبر، كريم سعدون، رعد كريم، صلاح حسن، هاشم تايه، مالك مسلماوي، ومحسن الشمري.
هذه الأسماء المبدعة، هي التي اضاءت صفحات العدد التاسع، وقدمت قراءات ودراسات وأبحاثا لا يمكن اختزال جواهرها في سطور قليلة، ولا بد من قراءتها بروية وتفحص ودقة لما تتضمنه من كشوفات نابضة بدفق الحياة العراقية ومشغلها التشكيلي الذي لا يكف عن انتاج اللُقى والذخائر وازاحة الغبار عما لحق بكنوزها المخبوءة في طيات الزمن، ومن الانصاف القول إن مجلة متخصصة في الفن التشكيلي تصدر في بلدنا وتوزع مجاناً وضمن ظروفه المعروفة لتستحق منا كقراء أن نبارك للجمعية الحاضنة والأم مثابرتها الدؤوبة على منحنا فسحة من الأمل بأننا ازاء فريق عمل لا يكلّ عن ادامة زخم التوهج المعرفي، عبر قنوات الثقافة المتاحة، في وقت عجزت فيه مؤسسات كبيرة و بامكانات وتخصيصات بشرية ومالية ضخمة تُعنى بالثقافة عن اصدار مطبوع يضاهي" رواق التشكيل" حضوراً وديمومة وانجازاً، واذا كان من الموضوعية الاشارة الى كل هذا العطاء، فإن لأسرة تحرير المجلة المتفانية ممثلة برئيس الجمعية الفنان قاسم سبتي وصحبه محمد شوقي، د. جواد الزيدي، صلاح عباس، د. عيسى الصباغ، حسين مطشر، سمير مرزة وبقية المبدعين، الذين يعملون بجد من وراء الستار، لكل هؤلاء المبدعين وجميعهم الشكر والثناء على ما يرسمون لنا من مساحات لونية تفيض غنىً وإشراقات ورؤىً تضخ في نفوسنا المتشبثة في الأمل والجمال كل مقومات الحياة التي نتمنى.. شكراً أيها الباذلون في جمعية التشكيليين العراقيين ذات التاريخ الفني الراسخ، وكل الشكر لمن يعيننا على تلمس مكامن الثراء الانساني وتجلياته الرائعة.