سرب من الحمام

ثقافة 2020/09/16
...

رياض الغريب
 
الى الحسين ثائراً ومعلماً
مشينا إليك مثل سرب من الحمام ، كانت اللحظة تنزف بردا في عظام اللهفة ، وخيام الحاضرين رغم الغياب تلوح في أفق السلام الذي بلل أرواحنا وأفاق فينا حنيناً للدموع .
كم مشينا قبل هذا لكننا كلما مر عام رأيناك في الأفق احمرار الغيم لنقول سنمشي إليك وجعا فوق جمر الملثم خلف ظلام ما ورثنا من خزي تاريخ رملنا الموبوء بالرؤوس وحمل تفاحة القلب .
كم مشينا لكربلائك لكننا كلما مر عام تنزف اللحظات فوق عشب الطفولة وخبز الحسين في فمنا طعم لوعة ..فراق يشير.... سياطهم تلوح رؤوسا فوق رملنا ... مياه تلومنا وعطش تيبس في أرواح الطريق نسعى مثل أسراب من بعيد.
خطوات ذابلة في المساء
خطوات نهر في الضياء
خطوات اليك كلها مسحورة بانبهار الضوء في أقصى اخضرار القلب ... 
ابدي أنت أما نحن سندخل غدنا بالأسئلة وغرابة ما يحدث حولنا .. بل قل مايحدث في محنة الجسد حين يلامس جذره الأول .. وسط الظلمة لا نصل لكنك وصلت برأسك محفوفا بمياه الرؤيا .. خروجك لا يشبه خروجنا مشيا اليك .. أنت مشيت لموتك .. ونحن للحلم الذي ينتاب انهمارنا مثل جريان لا يتوقف من الفقد والمسافات.
جهة تقابل جهة
اين نحن الان
لارؤية لنا
متكدسون مثل حجارة المعنى
متوهمون بمياه المعنى
لكنك ابتسمت
وأنت تحمل محنتنا بعدك
اتجهنا للدموع مثل سرب من الجهات .. جدران تلوح .. نتقدم لنبحث عن طريق سالك اليك لكنهم لوحوا لنا بالرؤوس .. تراجعنا قليلا.. تقدمنا وتراجعنا، تساقطنا مثل فراشات في عتمة الطريق .. نهضنا نقتفي اثر الرأس حتى تطايرنا مثل أشياء ناعمة من حولك .. تاريخنا رمل ورؤوس تحدق