الكهنوتية الدولية.. نزع السلاح.. توازن ام اختلال

آراء 2020/09/19
...

نغم عبد الله
 
في عصور سبقت تطور الانسان والثورة التكنلوجية والثقافية والتطور الانساني الفكري نحو الاتجاه التحليلي كان الامر يسير بالمسلمات والانقياد لاولي الامر الذي يسير في دائرة منطلقها ومنتهاها رجال الدين المتمثلون بالكهنة والذين اصبحوا يسيطرون على المقدرات والحكام بعد ان كانوا يستعان بهم للمشورة في ما يسمى انقلاب الموازين لتصبح السيطرة بالكامل للكهنوت مستخدما الحكام في ادارة البلاد والبشر وليس العكس لان التحليل والتقرير والقيادة كانت ترتكز حصرا فيهم والباقي مستلم منفذ للارادة العظمى الناطقة على لسانهم مبتكرين لما يديم الوضع لهم كاساس للقرار ومرجعا له للامساك بكل الخيوط ممهدين لاحتواء غضب القوى بالتقدمة كاسلوب للاقناع عن طريق الاضاحي البشرية ، ورغم البعد الزمني والتغيرات في كل شيء ما زال نظام الكهنوتية قائما الى يومنا هذا رغم اختلاف الهيكلية برمتها ،فمن يفكر ان يكون التالي في الفك المفترس ؟
 
وفي صالح من نزع بيروت اسلحتها ؟
 
وانتشار اليونيفيل ! هل يعمل على مكافأة القوى ؟
 
ولم وئدت اي بوادر امكانية او بذرة تسلح في المنطقة حتى لو لم تصل لمستوى امكانية الاخر؟
 
ولم الصمت الدولي على غطاء الحماية المتستر بالتغافل ؟
 
وهل تراجع القوات الاسرائيلية بكاف للاطمئنان ؟
 
وكل ذلك وغيره يستلزم الكثير للرد مما لامجال له هنا.  
 
من الحرب العراقية الايرانية التي استنزفت الكثير من السنين والانفس والحياة برمتها الى الزج في حرب اخرى وكله بموافقة قوى خلق الاختلال المستترة خلف قناع حفظ التوازن الى الانتهاء من احد اطرافها وتصفيته حيث اصبح يشكل تهديدا من خلال تنامي استعداداته العسكرية وبذلك ترك المجال للطرف الاخر بالتنامي اكثر والتغاضي عنه للتدخل والتغلغل في المنطقة ليستشري كمرض حتى يصل الى مرحلة العضال لتواجه المنطقة حروبا اخرى تجعل منها ارض معارك دامية ان لم تكن حربا عالمية تنشأ على المدى القريب عليها بحجة توازن القوى مرة اخرى وتصفيتها.
فمن له المصلحة الغالبة في مجريات الاحداث وصياغتها على النحو القائم وكل ذلك على المدى البعيد لاالحالي والى متى تبقى هذه المنطة تدفع ثمن جغرافيتها اللعينة باستنزاف دمائها واخذ وجه الانسانية بما يعتمل فيها من تناحر المصالح الامنية والسياسية والعسكرية وغيرها للاطراف المتضادة وبما يقض مضجع امنها واستقرارها لتخوض حروبا دائمية وتبقى في دائرة القلق والدمار اللاانساني الذي تعانيه فقط لمصلحة طرف او اثنين على حساب الجميع وامام انظار المجتمع الدولي.
وهل يصب ضعف احد هذه الاطراف في الصالح العام للمنطقة ككل في مجمل الامر حتى لو كان كذلك في مفرده ان كان من الناحية السياسية التي تسيطر على هيكلية ادارة المنطقة او بتعاظم الاطراف المشكلة للقوى اللاعبة في المشهد العسكري وبروز احداها من خلال اضعاف الاخرى ومايعنيه ذلك تجاه نزع او ربما هو اشعال فتيل الدمار وحرب الكواليس القائمة على غير الشكل المعتاد والمعروف في الحروب لكن بذات الوقت مايعنيه هذا الامر في الهيمنة الكلية فأي الشرين اهون,؟ هنا يكمن السؤال، وضرورة العودة للاصول واستقراء تاريخ تلك الاطراف لايرجح ترشيح اي من الخيارين فهو اشبه بالاختيار بين العمى والعاهة ا لمستديمة ان لم نقل الموت وكل ماحدث مسبقا في المنطقة وما سيحدث لاحقا يدور في ذات الفلك ويبقى الدفع مستمرا لكن ليس بالدولار انما من بنك الدماء وبئره الذي لايجد من يسعر ثمنه ولا حتى اسوة ببئر النفط مستبعدين سعر تكنلوجيا الغرب ولا مجال للمقارنة رغم ان العكس هو مايفترض حدوثه وان الثروة هي من يمسك ويرجح كفة المعادلة الا ان حماية المكانة العظمى تبقى تحول دون الوصول لذلك وبالتالي ادارة الرحى تستهلك الكثير من بنك الدم المفتوح بلا ثمن وهنا ياتي وقت السؤال من سيكون اضحية الكهنوتية التالي.