عن بعض مزالق السياسة وعيوب الساسة

آراء 2020/09/20
...

 أ.د. عامر حسن فياض
إنَّ الانتباه لحصر وتشخيص وفهم عيوب ومزالق السياسة العراقية المعاصرة، يراد منه العلاج من أوجاع هذه العيوب ومظالمها ومخاطرها وعتمتها، لأن دوام حال تلك المزالق والعيوب من المحال، كما يقال، وإذا لم تدم هذه المزالق والعيوب، فهذا أمر غير مأسوف عليه. 
فاذا كان المحتل الاميركي، قد أزهق الباطل (الديكتاتورية) فإنه أهمل إقامة الحق (الديمقراطية) وترك هذه المهمة النبيلة لساسة الكتل المتصدرة للعملية السياسية وزعمائها، فكانت التراجعات والاخفاقات في بناء الديمقراطية في العراق أكبر بكثير من المنجزات والانتصارات في هذا الشأن.
والملموس الذي لايقبل الشك أن معظم هؤلاء، بقصد أو بدون قصد، تجاهل ضرورة الوقاية من مزالق السياسة العراقية وعيوبها التي تخلص البعض منها، وليس جميعها ونكاد نجملها بالآتي:
- منزلق الحرص على شخصنة المؤسسات وتنصيب الاشخاص، بدلا من تنصيب المؤسسات ومأسسة المناصب، لهذا سبق وأن قال ممثل الجامعة العربية المستقيل (مختار لماني) في وصف العلاقة بين السياسيين العراقيين الى أن (السياسيين العراقيين يسألون عمن طرح الفكرة، ليتخذوا من بعد ذلك موقفاً منها).
- منزلق حرص النصف الاول من الساسة على إجادة صناعة المشكلات، وحرص النصف الثاني على جهل أو تجاهل صناعة المعالجات.
- منزلق عشق الفشل، فنصفهم لا يريد أن يكون ناجحاً، والنصف الثاني يريد أن يُفشل الناجح.
- منزلق غياب سياسة الأوليات، فنصفهم لايعرف شيئاً عن الأوليات، والنصف الثاني يعرف الأوليات ويتجاهلها.
- منزلق ان الساسة يعيشون هوس الدعوة للاجتماعات، دون العمل على عقدها، ويقدمون مبادرات متقابلة، وليس مبادرات متفاعلة، ويتعاملون في ما بينهم بعناد سياسي، وليس بتنافس سياسي.
- منزلق تغويل امتيازاتهم، وتقزيم حقوق الناس، عبر الانحناء أمام الاستحقاقات الجهوية الضيقة، على حساب الاستحقاقات الوطنية الواسعة.
- منزلق العوز التشريعي (قانون النفط والغاز، وغيرها من التشريعات المعطلة المنصوص عليها بالدستور).
- منزلق العوز المؤسساتي ( نسيان مجلس الاتحاد – تعطيل مجلس الخدمة العامة، على سبيل المثال لا الحصر).
- منزلق العوز في الفهم. فالشراكة تفهم على أساس أنهم (شرائج) وليش شركاء. والتوافقية يفهمونها على أساس أنها تواقفية، والتوازن على أساس أنه 
محاصصة.