أربعة نصوص قصيرة

ثقافة 2020/09/21
...

سهيل ياسين 
 
سلالم وثعابين
في لعبة الحياة السمجة
كلما ارتقيت السلالم 
خطوة خطوة،
ابتلعتني ثعابين الخسران 
دفعة واحدة .
 
مساومة
فيما كان المشتري والبائع / الجزار 
في سوق الأغنام ..
يتساومان على ثمن خروف الأضحية
دينارا دينارا.. 
كان الكبش المطلوب والجاهز للذبح 
يعد الدقائق والثواني، في مواجهة الموت،
 لحظة، لحظة .
 
قطيعة دائمة
احتفاءً بجارتها الجديدة، جاءت بطبق من قطع الحلوى والفطائر اللذيذة المعمولة يدويّا، بعد ان بسملت ودخلت الدار الواسعة، بتهانٍ وتبريكات متواصلة، أخذت تحدق في الزوايا هنا وهناك، ابصرت على الجدار المواجه هالات ضوء قلقة، شعاع يتكسر على زجاج صورة متخيلة لقديس غامض، يأتلق بحضور طاغ، لم تألفه سابقا. تساءلت في حيرة وارتباك عما يعود أو يمثل ذلك الرسم السماوي .
قالت الجارة الجديدة بثبات ويقين راسخ "انه أحد أولياء الله الصالحين .." ومنذ تلك اللحظة التاريخية انتظرت المرأة الزائرة في عقر دارها القديمة، أزمانا وأزمانا بلغت عقودا وعصورا، كانت تتوقع خلالها زيارة الجارة وعودتها بالطبق نظيفا، لامعا، مليئا بالحلوايات المنوّعة، او أشياء أخرى مورقة، يانعة، بأشكال بهية، تحض على الوصال الذي لم يعد ممكنا، فكلما حاولت الجارة الجديدة / القديمة التذكر أو الرد  على الزيارة الوحيدة، حسب الأعراف والاصول، ابتكرت في صورة القديس أسبابا موجبة واجابات قد تكون واهية أو مقنعة، نتيجة دواع تتعلق بالطبق المضاع أو نوع الهدية، وفي كل ما يتصل لاحقا بجواز أو وجوب دوام القطيعة ..
 
سيرة موجزة
عاش في غرف رطبة، شبه مضاءة، داخل بيوت قديمة، آيلة للسقوط، بين فضاءات حجرية، ضيقة، منزويا في أحياء سكنية، هامشية. كان أجيرا يعرض قواه البدنية عند ساحة العمال مرة، وأخرى مع العتالين في سوق الخردة، كما مارس أعمالا طارئة عدة، نظير مبالغ زهيدة، مستأجرا هذه الدار أو تلك، وغيرها، مقابل أثمان بالكاد يقوى على سدادها أولا بأول .
لم يملك من الوطن الكبير شيئا يذكر، لا دار تليق به، ولا حتى شبرا واحدا من أرضه الواسعة التي دافع عنها، بعد أن أُقتيد الى جبهات الحرب، مقاتلا، غيورا، ملبيا نداء الواجب المقدس، حيثما كان ..
نعم، ذلك هو الجندي الذي رحل أخيرا، وشُيّع ملفوفا براية بلاده، مكللا بيافطات للنصر كتب عليها.. "أستشهد البطل (........) دفاعا عن أرض
الوطن ...