حكاية

ثقافة 2020/09/22
...

علي السعيدي
فقط عندما يحين الوقت، ندرك أنها ليست سوى حكايات هذه الجلبة كلها، ما كان وما سيكون 
هؤلاء الملوك والأبطال الصالحون منهم والسيئون 
الأميرات الحكيمات والشريرات، الجميع على الطبق ذاته، قصة تروى عن قداستهم أو وضاعتهم 
لتستمر الحكاية ذاتها.. فقط عندما يحين الوقت 
تدرك أنها ليست سوى كذبة تدور 
وبعدها تسود الظلمة والصمت 
وتنتقل العدوى للآخرين، الذين سيعرفون، متأخرين 
يتيهون باللغات، ومجازاتها، مبالغاتها، وقواعدها 
والبعض منهم يعرف أن البقالة متعفنة، مع ذلك يبيعها كالطازجة 
ومنهم من يغلق حواسه باللذة، وبعد أن تقذف البالونة أنفاسها 
يدرك ضعفه وعجزه وبؤسه، فيخفي رأسه داخل كيس قمامة مليء بالكذب النتن المعد خصيصا للتائهين، من ليس لديه ملاذ، سوى النحيب
ايها الناحبون، المتملقون للعصابات، وانتم أيتها العصابات، الذين تختبئون وراء المتملقين، وانتم أيها الطيبون، الفاشلون بالفطرة أمام الأشرار، والحمقى، واللصوص، سوف تنتهون أيضا، وكل سوف يأخذ حفنة من التراب، وقبلها بلحظة يدرك فيها، ان كل شيء ليس سوى حكاية كان عليه أن يستمتع بقراءتها.
فهو لا يحدث فرقا، في الحكاية التي لا يعرف أحد بدايتها او نهايتها، حكاية تبدو فيها الحشرات، مثل الثدييات، والطيور مثل الصخور، والحب الذي يجعل القلوب تبقى نابضة، لم يدرك احد انه وحده يجعل من الحكايات داخل لوحة دفاقة؛ لوحة ليس إلا، و.. وتنتهي الحكاية.
صور
حزينٌ أنا على كل شيء
على القادمين 
على الراحلين 
على نفسي، 
لأني بقيت
بقيتُ 
لأحزن 
ليس إلا..... 
**** 
هنا، حيث تحاول الامساك بأوقاتك الحلوة 
عبثاً تحاول؛ الشمس تأفل– دائماً- قبل الأوان 
والأحبة لا يستأذنون..
خلسةً يغادرون باحة الدار 
لأن الوداع أليم..
فجأة: 
يرحلون... 
***
لماذا تخافين يا صورتي! 
سوف تعيشين أكثر مني، وتعمرين. 
ستكونين مشهورة، أكثر من وجهي 
تتصدرين الصحف وتزينين الجدران
تتناقلك وسائل الاعلام 
سيتركون كل شيء يخصني، ويهتمون بك 
لمَ حزينة اذن 
أنا الذي عليه أن يحزن 
وسط كل هذه الصور... 
التي تنتظرني 
لالحق بها...