باسل محمد *
من الوهلة الأولى، إقحام فكرة الحب في العمل السياسي هي أهم ميزة في تشكيل حزب الحب في المملكة المغربية من طرف قوى شبابية تنتمي بصورة رئيسة الى مجتمع التعليم، اي أن المؤسسين للحزب يعملون في قطاع التعليم الحيوي والحساس في عملية التنشئة الاجتماعية لأجيال في المجتمع الكلي.
في العالم العربي، ارتبط العمل السياسي بفكرتين حصريتين هما: الوطن والدين، بمعنى هناك من شكل أحزاباً سياسية بشعارات وطنية أو دينية مع الأشارة الى أن كلا الفريقين دخلا في نزاع سياسي أو نزاع مسلح بينهما حول من يحكم الدولة، العمل السياسي الوطني أو العمل السياسي الذي يقوده الفكر الديني لذلك انتاج فكرة حب في العمل السياسي هو تحول مهم وواسع في خلفيات نشوء العمل السياسي ونتائجه.
من الناحية الأخلاقية، فكرة الحب في العمل السياسي تعتمد على عنصرين أساسين: (1) تحقيق مستويات عالية من الأخلاق خلال العمل السياسي و العمل العام المرتبط بالعمل السياسي. (2) تحقيق سياسات وخطط تؤدي الى سعادة أكبر ورخاء أكبر للمجتمع الكلي أو اغلبية منه. عملياً، اي تطبيق لفكرة الحب في العمل السياسي لا يمكن فصله عن المزايا الأخلاقية و النتائج المذهلة للعمل العام خلال العمل السياسي وبخاصة مع وجود الحزب في صدارة السلطة أو دوائر القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدولة. كما يفهم من فكرة الحب في العمل السياسي، ان هناك سياسات وقرارات من قبل الأحزاب القائمة الحالية تتسم بقرارات كراهية مع المجتمع الكلي، فتهميش شرائح واسعة من المجتمع الكلي على صعيد متطلبات التنمية هو كره، كما أن عدم الاكتراث لمستقبل وأحلام الشباب و الخريجين من الجامعات يصنف على أنه كره ايضاً.
وفي العالم العربي، تنتشر ظواهر كراهية لا حصر لها: العنف و التطرف هو كره.. الفساد هو كره شديد للمجتمع.. العزوف عن تحقيق المشاريع الحيوية هو كره لأنه يمنع الشباب والخريجين من الحصول على فرص حياة جميلة لهم بعد سنوات طويلة وشاقة من التعليم.. الحروب لأهلية هي كره لأنه دمار لموارد الدولة و المجتمع.. الفقر والفقراء هو من أسوأ ظواهر الكره وعدم المبالاة بالظروف المروعة لهؤلاء. حزب الحزب في المغرب يهدف الى ظهور قوى سياسية تجتهد لعلاقة حب حميمية مع مجتمعها ومواطنيها وأحلامهم المشروعة في وطن جميل سعيد آمن و دولة ناجحة لا مكان فيها للفشل والفاشلين، لأن الفشل ينشر الكره أما الفاشلون، فيصنعون الكره.
* إعلامي وباحث