حسين رشيد
يفسر البعض اعتماد الدوائر المتعددة الى عدم قدرة الاحزاب الصغيرة والقوى المدنية والشخصيات المستقلة التي لاتتمتع بامكانيات مالية لمنافسة القوى السياسية ذات النفوذ المالي الكبير وعمل دعاية انتخابية في كل ارجاء ومدن البلاد،
وهذا تصور خاطئ، في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي وشيوع استخدامها بشكل واسع بين مختلف شرائح وطبقات المجمتع العراقي، وهذا يسهل عملية الدعاية الانتخابية اكثر بل قد تكون اوسع من الدعاية التقليدية التي تخربش وجه العاصمة المتعب بصور المرشحين الذين يصل عددهم المئات في كل محافظة، ناهيك عن بقاء تلك الصور والبوسترات لاشهر دون ان يتم رفعها من قبل اصحابها، وهذا ما يجب ان تلزمهم به امانة
بغداد.
في الانتخابات قبل السابقة رشحت احدى الشخصيات الدينية التي تتبنى الطروحات الليبرالية بشكل مستقل وعملت دعاية انتخابية واسعة في ارجاء العاصمة بغداد، وفي كل الفضائيات العراقية وبعض الفضائيات العربية الاخبارية المشهورة لكنها خسرت الانتخابات ولم تصل الى العتبة الانتخابية، هذه الشخصية كان لها جمهورها الواسع في بقية مدن البلاد لطروحاتها الجرئية ومتبنياتها السياسية التي كانت تحاكي الواقع السياسي العراقي وكان من السهل فوزها لو كان العراق دائرة انتخابية
واحدة. ويذهب البعض الى ان اعتماد الدائرة الانتخابية الواحدة يسهل فوز الشخصيات والزعامات السياسية والدينية، ولا ضير من ذلك ليفوز اي كان منهم وليحصد مليون صوت واكثر فهي بالتالي اي الاصوات ستكون له فقط لاتوزع بين مرشحي قائمته ممن حصل على 100 صوت كما حدث في الانتخابات
السابقة.
ان كانت دائرة واحدة او عدة دوائر انتخابية فالزعامات السياسية والدينية ستفوز لكنها لن تكون ذات سطوة وسلطة على نواب الكتلة الذين سيعملون بحرية أكبر وفق متبنياتهم وأفكارهم
الشخصيَّة.