عندما ألقى الرئيس المصري أنور السادات خطابه في الكنسيت الاسرائيلي في العام 1977 وذكر من جملة ما ذكر" ان اسرائيل اصبحت حقيقة واقعة " كانت كلمته صريحة باعترافه باسرائيل كوجود قائم له تمثيل دبلوماسي معترف به في العالم مع استثمارات واسعة
فيها.
ودعوة للسلام في المنطقة وحملت كلمته اشارة واضحة للحكام المتمسكين بالقضية المركزية " على حد وصفهم" الى تغيير نمط تفكيرهم الرديكالي الغاضب الذي تضمنته شعارات التوهج القومي في حينه المثير لمشاعرالجماهير بعد الانكسارات الكبيرة التي تعرضت، جراء الهزائم المتكررة المعرفة في ادبيات العربية بالصراع العربي - الاسرائيلي الذي الحق الضرر الاكبر بالبنية الاساسية للدول العربية وخصوصا دول
المواجهة .
زيارة السادات لتطبيع العلاقات مع اسرائيل وفتح صفحة جديدة بعيدا عن طبول الحرب قد شكلا صدمة عنيفة في وعي المواطن العربي، الذي كان يحلم بتحرير الااضي الفلسطينية المغتصبة وخصوصا تلك الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب حزيران 1967.
اعقبت تلك الزيارة ردود فعل عنيفة في الشارع العربي المتخم بالانفعال الثوري الراديكالي، وتعرضت المصالح المصرية للضرر في بيروت ودمشق، وقاطعت الدول العربية مصر وعلقت عضويتها في الجامعة العربية وانتقل مقرها الدائم من القاهرة الى تونس.
استنادا الى مقررات القمة بغداد في عهد الرئيس الاسبق احمد حسن البكر، وتأسست جبهة الصمود التصدي المحذرة من اي قرار تطبيع منفرد، وعاشت حينها مصر في بؤرة عزلة خانقة .
مع كل هذه العزلة الخانقة أبرمت اتفاقية كامب- ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل برعاية اميركية ونال اثرها السادات جائزة السلام مناصفة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي
بيغن.
بعد سنين طويلة جاء تطبيع العلاقات مع دول عربية لم تخسر جنديا واحدا خلال الصراع المزعوم، التطبيع الحالي لا يحمل جائزة للسلام، لأن المزاج العام للشعوب العربية ازاء القضية الفلسطينية قد تغير بزاوية حادة من الحماسة والتعاطف الى الاهمال واصبحت قيد
النسيان .
لكن تبقى قضية فلسطين قضية عربية وانسانية تمس الضميرين العربي والانساني ،لأنها قضية شعب وأرضه المغتصبة