صباحُ الحُسينِ

ثقافة 2020/09/30
...

 صادق الطريحي
 
خريفٌ، كظلّ الرّافدينِ بكربلا
ونهرٌ طويلٌ..
والخيولُ تراقبُ المياهَ..
وأشتاتٌ من القاتلينَ..
يُشعلونَ الحريقَ في خيامِ النّساءِ
قالَ طفلٌ لأمّهِ:
أليسَ الفراتُ قربنا، إنّني عطشانُ!!
قالَ الفراتُ:
إنّني ظامئٌ أيضًا
وأنتَ تناوشَتْكَ حُمْرُ القَنا..
منذُ الخريفِ إلى الخريفِ..
لكنّكَ المرفوعُ نحوَ الزّمانِ..
مسجدًا طيبَ الأرواحِ، والصّلواتِ.
***
صباحٌ وأطفالٌ بمدرسةٍ..
وشارعٌ واسعٌ قربَ الفراتِ ضحىً..
ومانعُ الماءَ عن طفلِ الحُسينِ..
يراقبُ المدينةَ..
حيثُ السّوقُ يبدأ رحلةَ الصّباحِ..
وصهريجٌ أعدّ لقتلنا!!
تناثرتِ الأجسادُ في كربلاءَ..
صاحتِ امرأة:
يا أحمدَ العربيّ،
إنّهمْ يذبحونَ الطّفلَ ثانيةً
وصاحتِ امرأةٌ:
هذي حقيبتُهُ..
فأينَ أحمدُ؟؟
قالَ النّهرُ:
مازلتُ ظامئًا 
ولكنّ أطفالاً صِغاراً بعُمرِ اللهِ..
قد جَعلوني واسعَ الحَسناتِ.
×××
زمانٌ عراقيُّ الشّهادةِ مُطلقٌ
ونهرٌ عراقيُّ المياهِ مقدّسٌ
وأمكنةٌ من كربلاءَ إلى السّماءِ
ترفضُ ظلمَ الظالمينَ..
وتقتدي
بأجملِ مذبوحٍ يخاطبُهم:
أنا الحسينُ.. 
رفضتُ الذّلَّ..
عشتُ حَياتي.