رسالة الى المُجتمع الثقافي العراقي

ثقافة 2020/09/30
...

تتخذ مسألة الحقوق الثقافية وحوار الثقافات، أبعاداً واسعة في مجتمعنا العراقي. وأصبح المواطن العراقي يتابع قضايا حقوق الإنسان في محيطه الجغرافي والعالم. وبات تبادل الخبرات الثقافية والإقبال على دراسة ثقافات الشعوب، شأناً شخصياً لملايين البشر في عالمنا المعاصر.
إنَّ طريق الحوار بين الناس، وإقامة أفضل وسائل الاتصال بين المجموعات البشرية، هما الطريق الصحيح لبناء عالم لا مكان فيه للقهر والاستبداد والإلغاء والهيمنة والعنصرية. كما أنَّ احترام الخصوصيَّة الثقافيَّة لكل شعب يعيش على كوكبنا، وبناء السلام الشامل والعادل في العالم، مسألة أخلاقيَّة من طرازٍ فريد، ينبغي العمل على إشاعتها في الحوار السلمي المتكافئ. وهذا ما تتبناه مؤسستنا، وتعمل على إشاعته على أوسع نطاق في بلادنا، وإلى حيث يصل صوتنا وصداه.
«مؤسسة جمعة اللامي للآداب والثقافة والفنون”، أكاديمية عراقية مستقلة، تعمل على نشر الثقافة العراقيَّة، من منابعها الإنسانية التي تمتد عميقاً في تاريخ البشريَّة، بين الأوساط الرديفة على الصعيد الأُممي. وتستقبل باحترام وتقدير، الجهود المتميزة والجديرة بالاعتبار والاحترام التي يقوم بها المثقفون والأكاديميون والأدباء والفنانون العراقيون. وترى في الحوار الحرّ والبنّاء بين الثقافات العراقية أسلم طريق لتكريس السلام في مجتمعنا 
العراقي.
نحن نعتقد أنَّ السلام بين الشعوب على كوكبنا ونبذ العنصريَّة والأفكار والممارسات التي تدعو إلى الكراهيَّة والاستعلاء والتطرف واحتلال أراضي الغير بالقوة المسلحة، وإنهاء ثقافة التغيير الديموغرافي والاستئصال القومي، هي ثقافة القرن الحادي 
والعشرين.
نعلن أننا مع حقوق الإنسان، التي جاءت بها الرسالات الأخلاقية، ونادى بها المصلحون منذ بواكير البشريَّة الأولى، ودافع عنها الحكماء من بني البشر. ونتعهد بإفشاء هذه الثقافة، على صعيد عملنا الداخلي في مؤسستنا وعلاقاتنا الخارجية. إننا نضع أيدينا مع أيدي دعاة السلام والحوار في العالم أجمع، ونقف احتراماً وإجلالاً لأُولئك الذين ضحوا بأرواحهم على درب المناداة والعمل بثقافة السلام بين شعوب العالم.
“المواطنون الأحرار في أوطان حرّة وسعيدة”، هو عنوان رؤيتنا الثقافيَّة التي محورها، الحرية في الفكر والحركة، في القول والعمل، مثلما هو غايتها ووسيلتها أيضاً”.
جمعة اللامي
الرئيس