يا سائراً مشياً على قدمِ
نحو الطفوف غيرَ محتدمِ
سر وردَد نشيد الخالدين
وقل يا حسين ملءَ فمِ
فهذا مسيرك مسيرة النجاة
للناظرين جليا غير عمي
كم سائر بحبك نال المراد
وكم ريانِ روي بعد ظمِ
طوبى لأرض تقل ثراك
تروت بأزكى وأنقى دمِ
يا ليت المسير الى كربلاء
زحفٌ لمثواك من مغرمِ
فأنت أنت لنا خير ملاذ
كنا ولا زلنا بكَ نحتمِ
أنت الذي قهرت الحياة
وسقيت عدوك مُرَ العلقمِ
وأنت الذي صنع الأباه
ووقفت كالفارسِ الضيغمِ
شَريت نفسك ولم تشتر
الدنيا بقنطارِ ودرهمِ
تعاليت سيداً ماجداً
رحيماً بالعدو ولم تُرحمِ
حتى الرضيع بقماطهِ
من غيهَم وقتلهم لم يسلمِ
فيالك من جبل شامخِ
وقفت عنيداً بوجه الظالمِ
أليس عداكَ هُم العبيد
شتات أقوامِ عبيد الدرهمِ
فتعساً لأمةِ جازت نبيها
بقتل سبطهِ دون مندمِ
أليس الحسين سبط الرسول
وابن علي وابن فاطمِ
فيا دنيا تباً لغدركِ وتب
أشمرُ يرتقي صدر الأعظمِ
سنابكُ تدكُ صدرَ الحسين
أم صدر النبي هو المرتمي
يا دهر أبكِ بكاء الثكالى
ويا نفس من بعدهِ لن تنعمي
فأنت لنا رمزُ الثائرين
ومن غيرك للثائرين بملهمِ
وأنت الطبيبُ لكلِ الجراح
وأنت الدواءُ وخير البلسمِ
اليك تهفو قلوبُ الأوفياء
تطوفُ وتسعى مثابة زمزمِ
لأنك كعبة للأوفياء
وانت المشعرُ لكل مسلمِ
لأن الحسين من الرسول
بهما واحدُ دونَ مَقسمِ
فهم الحُججُ على العباد
وهم الكواكبُ من آل هاشمِ
من أراد النجاة بهم نجا
فهم الهُداةُ ونور الأنجمِ