لطيف جيجان
مهمة أي عراقي أن يقف ضد الفساد والانحراف والفشل، يرفض أن يحكمه من لايعرفون قدره ولا يؤمنون بتاريخه، ويحلم بوطن تحفظ فيه الحقوق، عراق قوي صاحب سيادة وقرار وطني مستقل يكرم ابناءه بعيش رغيد يليق بهم، يسعى لدعم منهج الاصلاح الذي جاءت به انتفاضة تشرين مدعومة من المرجعية بقوة
ومساندة الشباب الذين قالوا لا للظلم والاستبداد والفساد الذين كسروا كل القيود واثبتوا أنهم الأقرب لمقولة الإمام الحسين (هيهات منّا الذلة). فقدموا قرابينهم الشريفة ارواحاً طاهرة تغنت وتفانت بحب الوطن الواحد الموحد وهو استكمال لتضحيات الجيش والحشد وبقية صنوف قواتنا المسلحة، التي قدمت دماء زكية شريفة حفظت تربة الوطن وحققت النصر على ارهاب عصابات داعش الارهابية.
في تشرين فاضت النفوس الطيبة بكرمها، حيث تحولت المواكب الحسينية الشريفة لساحات الشرف والكلمة لتدعم وتساند شبابنا المنتفض في سابقة ايجابية وتحول خطابها التقليدي الى ادبيات، تحث على رفض الظلم، وهكذا سطر شعبنا ملاحم لم يشهد لها التاريخ مثيلا، ومواجهة القمع الذي مارسته الحكومة في حينها، فعاش الشباب التشريني أشهرا ليس اجمل منها، وهو يعيد للحياة الكرامة ويكسر مقولة إن العراقيين متقاعسون عن حقوقهم.
ورغم الدم الذي سال فقد كانت فرحة ما بعدها فرحة أشعرت الحراك الشعبي بقوته الضاغطة وعمقه المجتمعي والمرجعي.
حاول البعض تشويه متبنيات الحراك الاحتجاجي الوطنية، بافتراض ان ممولاً خارجيا لها لغرض النيل منها وعزل الانتفاضة عن الناس والشعب وتقليل الدعم الذي لم ينقطع ولم يبخل به الكثيرون من المعدمين والفقراء، رغم قلة حيلتهم والفاقة التي يعانون منها من ضنك العيش في دعم ابنائهم المنتفضين.
لكن وهنا لا بدّ من التنبيه وبقوة على أن قوة الشعب وحراكه سوف تكون أشد بأساً وقوة للتصدي لفلول البعث الفاشستي الفاسد ومن يتغنى بامجاده الوهمية التي اوصلت البلد لهكذا حال سيئة .