تشرين الحق

آراء 2020/10/04
...

 حسين رشيد
 
 
لم يكن حدث تشرين (انتفاضة، ثورة، حراك، تظاهرات) حلما، بل نتيجة تراكمات وتبعات مرحلة سياسية حرجة جدا عانت منها البلاد بشتى مفاصلها ومجالاتها، حدث تشرين هو امتداد فعلي لتظاهرات شباط 2011 والتي توهجت في اب 2015 لولا محاولات الالتفاف عليها وسرقة حلم التغيير والاصلاح منذ تلك اللحظة.
كان من المفترض بالنظام السياسي القائم بعد 2003 أن يأخذ بالحسبان تاريخ البلاد السياسي منذ اندلاع اول تظاهرة طالبت بتوفير الخدمات والاصلاح السياسي وتوفير فرص العمل، لكن اخذتهم العزة، بل تمادوا بتخوين الشباب المتظاهر وجرت عمليات قمع واعتقال ضد الكثير من الناشطين في
 التظاهرات.
لاتوجد ثورة شعبية في تاريخ الشعوب المناهضة للظلم والفساد تعرضت للتشويه كما حدث مع ثورة تشرين التي استخدموا ضدها شتى اساليب القمع والتخوين والطعن بشتى الوسائل المتاحة بشكل مباشر او عبر حملات التشويه عبر السوشال ميديا والحملات الاعلامية للكثير من وسائل الاعلام المرتبطة بنهج النظام وحكومته التي ارغمت على الاستقالة.
رغم كل ذلك وما خفي منه، الا ان الحركة الاحتجاجية استمرت وقاومت كل تلك الاساليب بثبات وعزيمة الشباب ومن خلفهم من شرائح وقوى مدنية، وربما تكون الحركة الوحيدة في تاريخ العراق والمنطقة التي استمرت لنحو عام من الزمن، وهذا السر يكمن في وعي الشباب المحتج والسبب الذي خرجوا من اجله ورفعوا شعارهم الاثير (نريد 
وطن).
لم تعد الحركة الاحتجاجية التشرينية حدثا فقط، بل باتت مرحلة ومفصلا مهما في تاريخ البلاد، كسرت الاصنام وأسقطت حكومات قائمة ومرشحة، فتحت مغاليق اجتماعية وقعت تحت السطوة الدينية المتشددة، أعادت احياء الروح الوطنية، ومزقت شرنقات الطائفية والقومية، أثبت أنَّ صراع الخير ضد الشر لن يتوقف وان طال الوقت وان الحق هو الغالب.