أدباء المناهج الدراسيَّة

ثقافة 2020/10/09
...

حسين رشيد
 
رحلة الإنسان مع الكتاب والتي تبدأ بسنيه الأولى، ربما تستمر او تنقطع عند مرحلة او محطة معينة، لذا تكون اهمية الكتاب الأول عند الإنسان وسلاسته وما يحتويه من مضمون، وهذا هو شأن الكتاب المدرسي الذي غالبا ما يكون الصديق الأول للإنسان في سنوات عمره الأولى، هنا لا بدَّ من أن يتمتع هذا الكتاب بدور استثنائي بإيصال المعلومة واهميتها تطابقيا مع عمر واستيعاب التلميذ والطالب، وأن يخلو من الحشو واللغو الفارغ والصفحات الزائدة التي يقوم وللأسف الشديد البعض من أعضاء لجان التأليف بزيادة عدد صفحات الكتاب كي يزداد مبلغ المكافأة، فالنظام المعمول به في وزارة التربية – تأليف المناهج الدراسية- تحسب الاجور على عدد الصفحات التي يضعها كل استاذ، حيث 
يتم تقسيم المنج المراد تدريسه على اعضاء 
اللجنة.
وما أعنيه هنا بوجه الخصوص كتب الادب والنصوص والمطالعة واللغة العربية والتي تعد بمثابة نوافذ اولى للاطلاع على الثقافة واللغة والادب والفن، الا أن تعاقب الحكومات والنهج السياسي تركا أثرهما على تلك الكتب الدراسية. ففي العهد الملكي تم التركز على شعراء العصور الجاهلية، من ثم إلاسلامية وتباعا. وبعد ثورة تموز 1958 دخل الجواهري والسياب وغيرهما من شعراء عاصروا المرحلة او شهدوا ما قبلها الى الكتاب المدرسي. حكم البعث رفع الجواهري واضاف شعراءه وقصائدهم التي دخلت في خانة التعبئة الجماهرية لطروحاته وافكاره، مع مجموعة من الشعراء العرب المقربين من فكر البعث. وبعد نيسان 2003 خرج شعراء وعاد آخرون ودخل آخرون واختلف على بعضهم وهكذا استمر ويستمر الامر. 
السؤال هنا هل من الضرورة ان يجري كل هذا في منهج يفترض منه المساهمة بذائقة ثقافية وقرائية للطلاب، وهل من الضرورة الاختلاف 
على أسماء الشعراء ومن يدخل منهم المنهج وممن يستبعد دون التركيز على مكنونات الصورة الشعرية وصياغة الجملة الشعرية الخ من 
امور فنية ونقدية يفترض أن تأخذ باهتمام أكثر من اختيار الاسماء، والتي يفترض ان 
تتغيير كل مدة زمنية وان تختلف من مرحلة الى اخرى، مع اضافة اسماء معاصرة او 
التطرق لها تختار حسب الاهمية والنتاج 
الابداعي. 
لا بدَّ من أن تواكب المناهج الدراسية الخاصة بالأدب واللغة المرحلة التي يعيشها التلميذ والطالب، فما شأنهم بدراسة كتاب وادباء عاشوا في القرون السابقة والعقود الاولى من القرن الماضي، وما سيضيف لهم في سني الدراسة الاولى ذلك، اذ يمكن الاكتفاء بالتطرق والاشارة لهم، والامر يسري على كتب اخرى ايضا.