نبيل ابراهيم الزركوشي
إنّ ارتفاع معدلات النجاح لا يعني بأي شكل من الأشكال ارتفاع المستوى العلمي حسب المقاييس التربوية؛ لأن هناك عدة عوامل تتحكم بذلك، منها طبيعة الاسئلة الامتحانية من حيث مراعاتها للفروق الفردية بين الطلبة الممتحنين من اجل فرز الطالب الذي يمتلك نسبة ذكاء عالية من غيره، وهذه الفروقات أوجدها الله بين البشر جميعا وليس فقط بين فئة الطلبة، وقد اعتمدت على الحفظ فقط كونها من المنهج الذي تم تقليص جزء منه آنفاً، ولم تقس جميع الجوانب الفكرية لدى الطالب، ولعل الفهم والاستيعاب كان مفقوداً في جميع الاسئلة، وايضا من العوامل الاخرى الظروف التي ترافق العملية الامتحانية والتي أعتقد أنها لم تكن جيدة بالدرجة الكافية هذا العام بالذات نظراً للانقطاعات الكثيرة بسبب الاحداث السياسية التي سبقت جائحة كورونا وتلتها الجائحة لتزيد الطين بلة، ناهيك عن عدم توفر الابنية المدرسية التي هي بحد ذاتها معضلة تواجه التعليم في العراق، ولم تستطع حكومات متعاقبة من ايجاد حل لها، وهناك عوامل أخرى كثيرة لم تكن مثالية كي تكون نتائج هذه السنة بهذا الشكل؛ لذا لا بد من وضع حلول تشترك بها وزارة التربية والتعليم العالي لاستيعاب هذه الاعداد الهائلة من اصحاب المعدلات العالية ولعل الامتحان التنافسي هو أحد الحلول للدخول الى المجموعة الطبية، وايضا اعطاء اولوية بالتعيين لمن حصل على معدل عالٍ في حالة رغبته بالدخول الى كليات التربية او العلوم من أجل نشر هؤلاء المتميزين في الكليات، ومن ثم عدهم روافد مهمة لمشروع تطوير الجامعات مستقبلا، وايضا فتح باب التبادل الثقافي وارسالهم الى الجامعات العالمية الرصينة كما هم معمول به في العديد من الدول العربية التي ارتقت بمستوى التعليم لديها، وهذه حلول على المستوى القريب وهي تعالج جزءا من المشكلة، أما معالجتها بصورة نهائية فيجب ان تكون وفقا لآليات ثابتة وصارمة ومدروسة لتحسين وضع التعليم في بلدنا وانهاء التجارب الفاشلة التي خضعت لها العملية التعليمية خلال السنوات السابقة كتنوع التعليم (الاحيائي والتطبيقي) والكورسات والاعتماد على الكفاءات العراقية في مجال اعداد الستراتيجيات الحديثة لتطوير النظام التعليم، وهو أمر ليس بالصعب او غير الممكن.