باليت.. عدد جديد

ثقافة 2020/10/11
...

  قحطان جاسم جواد 
 
صدر عدد جديد مزدوج ومميز جداً من مجلة باليت (48 و49). بعد توقف قسري بسبب الوباء والحجر المنزلي. لكن الارادة الباحثة عن الفن والجمال رفضت الرضوخ للواقع الصعب فشمرت عن ساعديها، بل وزادت عدد أوراق المطبوع الى اضعاف تعويضا للقارئ الكريم. وبلغ عدد صفحاته 112 صفحة من النوع الكبير الحجم اي مايعادل اربعة اضعاف عدد المجلة الاعتيادي. صاحب المجلة ورئيسها الفنان ناصر الربيعي يقول عنها (لو سألتُ نفسي الان وبعد هذه الرحلة، لماذا أحبّبت الفن وادمنت عالمه؟ اجد الجواب وقد تبادر عفوياً إلى ذهني: لأنّه يُعينني على أن أحيا. ويعتقد ايضا واعتقاده صحيح جدا ان المطبوع الورقي مازال مطلوبا رغم وجود الطباعة الالكترونية والانترنت بدليل كثرة السؤال عن المجلة من قرائها داخل البلد وخارجه.
حمل الغلاف عملا مفاهيميا عميقا ومعبرا للفنان عقيل خريف عن الجوع زمن الكورونا ومعاناة الانسان وقت العزل والضائقة التي عاشها. بينما حمل الغلاف الأخير عملا فنيا هو عبارة عن تخطيط جميل للفنان علي المعمار يمثل الشهيد هشام الهاشمي الذي اغتالته آلة الغدر واللادولة. من المحاور التي تضمنها العدد محور حول الفن زمن الجائحة وما قدمه الفنان العراقي والعربي والعالمي من انجازات في ظل الازمة الصحية إذ تنوعت خيارات المجلة في تقديم اسماء فنية واعدة لم تنل حظها في الاعلام واسماء معروفة متجددة العطاء.. اذ وجدنا في هذا الملف من الفن العراقي من الداخل والمهاجر، عمر الشهابي وتحسين الزيدي وعلي النجار وسلام جعاز وايناس غازي وعلي ال تاجر وخليف المحل وامانج امين واثير عناد وبشير احمد وعلي رشيد واكاديوس ومن الفن العربي الاماراتي عبدالرحيم سالم والجزائري عبدالحليم كبيش والسوري اكرم زاف والمغربي عادل حواتا والفن العالمي الاميركي ادوارد هوبر والمالطية ريتي تاكسيوم والانكليزي بانكسي والاميركية روبن كول والارجنتيني دي ستيفانو. 
كما تناولت المجلة تجارب عراقية لفنانين عراقيين كتب عنهم نقاد كبار. فضلا عن مقالة مستشار التحرير الناقد ماجد السامرائي في باب أفق آخر حول الذين تكلموا لغة فائق حسن في الفن، وقراءة د.عناد غزوان عن الشرق بعيون الغرب، ورأي عن الفوتغراف عين الفجيعة واستدارة البصيرة. وعن انتاج الدراما فنا تشكيلياً بقلم المصري معتز كمال يقول فيه:-
ما تراه في الصورة ليست لوحة لمستشرقين او منظر تخيلي لفنان زار القاهرة في القرن الثامن عشر بل هو مقطع من مسلسل درامي اسمه (الفتوة) يعرض الان في رمضان، حيث الفن التشكيلي بكل مفرداته يدخل في صميم كل الفنون البصرية سواء السينمائية او التلفزيونية او المسرحية بشكل جلي ومتأصل، وهذا أمر تلمسته منذ دراستي الفن قبل عقود طويلة عندما قرأت في مجلة فنون أن المخرج الياباني أكيرا كوروساوا كان يرسم بالالوان المائية مشاهد 
افلامه، برع مخرج المسلسل وكادره الفني في صناعة لوحات متحركة وزعت فيها الالوان والاضاءة بشكل جمالي واضح تمنح من يشاهدها مساحات ساحرة من الصور الفنية المدروسة.
  كما تضمنت عرضا لاعمال الفنان الاسباني دي دييغو عن الهروب زمن الحرب السورية. وغيرها من مواد منوعة وشيقة بطباعة فاخرة وبحجم كبير لم تعتده الصحافة التشكيلية العراقية منذ مجلة فنون عربية قبل 30 عاماً.