تنازلات من أجل الوطن

آراء 2020/10/13
...

 د . صادق كاظم 

تمر البلاد بظروف دقيقة ومفصلية وحاسمة تستدعي أن يتكاتف الجميع من اجل الخروج بالبلاد الى بر الامان، فهناك قوانين أوضاع تنتظر مثل قانون الانتخابات وقانون الاقتراض وتحصيل الموارد ومظاهرات البطالة، اضافة الى العلاقة المتجمدة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان، فضلا عن ارتدادات العلاقات المتشنجة بين طهران وواشنطن على العراق. كل هذه الملفات وغيرها باتت تحتاج اليوم الى رؤية واقعية لحلها والتعامل معها بروح وطنية بعيدة عن مكاسب الربح والخسارة، ما دام الرابح في النهاية الوطن.

الجميع شركاء في المسؤولية التي ينبغي أن يتحمل اعباءها جميع الاطراف المعنية، وكذلك المشاركة في العملية السياسية وسياسة رمي الكرة في ملعب الآخرين، لم تعد تصلح الآن والتنصل من 
المسؤوليات ليس صحيحا او اسلوبا ملائما، فالبلاد تمر بمنعطف حاسم فهناك انخفاض كبير في عائدات النفط بسبب وباء كورونا والتي يعتمد عليها الاقتصاد بنسبة 95 بالمئة، ما اثر سلبا في قدرات الدولة في تامين الرواتب لملايين الموظفين والمتقاعدين مع حاجة البلاد لموارد مالية اخرى داعمة لاقتصاد الدولة، اضافة الى ملفات عالقة اخرى بات حلها مطلوبا من دون الحاجة الى تأجيلها لاعوام قادمة، لكي لا تبقى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي 
لحظة.
ثقافة التنازل ما نحتاجه اليوم من أجل اتخاذ القرارات والمواقف التي تحتاجها البلاد للخروج من أزماتها مع ضرورة أن يكون جميع الشركاء مقتنعين بأن ما كان سائدا ومتداولا بالامس من سلوكيات سياسية تقوم على استحصال اكبر قدر ممكن من المكاسب على حساب الاخر، لم يعد صالحا اليوم، 
فالأوضاع قد تغيرت وهناك قناعات وأجيال بدأت بالصعود تطالب بسلوكيات سياسية وحكومية جديدة تقوم على اسس الكفاءة 
والنزاهة وعدم السكوت على الفساد وفتح ملفاته حتى القديمة منها وللوصول الى هذا الهدف وتحقيقه يتطلب الامر شجاعة كبيرة مع سياسات حكيمة وعقلانية تتعاطى مع الازمات بواقعية تراعي مصالح البلاد وامنها، خصوصا أن الاوضاع في البلاد باتت تحتاج الى عمليات جراحية عاجلة ودقيقة وعميقة لإزالة ما علق بها من أمراض باتت معالجتها وإزالتها أمراً ضرورياً 
وحتمياً.