حسين رشيد
السلطة المفقودة مقابل المسك بالسلطة، هذا الحدث أجج صراع الطوائف والمذاهب والعقائد ثم تشظى لجملة صراعات مع كل مرحلة زمنية ومتغيراتها السياسية والاقتصادية والضغوطات والتأثيرات الخارجية لتأجيج تلك الصراعات الدينية، والطائفية، والقومية والأيدولوجية، التي ترمي لتأجيل الصراع الطبقي وهو الأهم.
قد تتقولب تلك الصراعات بقالب صراع السلطة الذي يجبر القوى المتصارعة على رسم خارطة التحالفات والاصطفافات وفق أعداء الأمس قد يكونون حلفاء اليوم واصدقاء الأمس أعداء اليوم، فالوصول إلى السلطة يشرع كل شيء ويسمح حتى بالمحظور في نظر اغلب اطراف العملية السياسية القائمة في البلاد، هذا الصراع متنوع الأشكال والتوجهات، هدفه الهيمنة وإدارة الدولة والسيطرة على مفاصلها في البدء الاقتصادية ثم الاخرى وبوجه الخصوص العسكرية التي غالبا ما تكون بوابة الهيمنة والسطو على الدولة في ما بعد، او السماح للطرف المسيطر المضي بالسلطة والهيمنة وتوفير الحماية وتجيير القوة له.
تشظى هذا الصراع بين مكونات الخارطة السياسية العراقية، في ما يخص السلطة والحكم والمشاركة والتداول أو الاستبداد والاحتكار والانفراد بالسلطة، إلى كل أنواع الصراعات الأخرى وما شهدناه في الآونة الأخيرة من أزمة سياسية خانقة في إدارة الدولة وتعطيل أغلب مفاصلها وغلق قنوات الحوار الوطني، فهو ناجم عن خطر وإشكالية هذا الصراع الذي من المحتمل بقاؤه لمدة أطول.
ولأن شكل ومفهوم الدولة العراقية غائبان منذ تأسيسها تقريبا، مع إشكالية الذات العراقية المغتربة والمتقلبة، يظل هذا الصراع مستمرا ومتداولا من مرحلة إلى أخرى، وسيستمر طالما هناك نفط وماء يجريان في العراق، وطالما هناك تمويل وتخطيط خارجي وداخلي، لتأجيج أي صراع في أي وقت. فقدان روح الانتماء لمفهوم الأمة العراقية وطبيعتها حتما يسهل مهمة أي صراع ويزيد الجراح ويعمق الفجوة المجمتعية ويزيد الفوارق الطبقية. ويدفع الناس نحو خيارات عدة، تنتهجها الشعوب الباحثة عن الحياة الكريمة وترسيخ العدالة الاجتماعية والحكم الوطني وتداول السلطة عبر ديمقراطية صناديق الاقتراع.