معدلات زائفة

آراء 2020/10/13
...

 د.محمد فلحي

كشفت نتائج الامتحانات الوزارية للمرحلة الثانوية (السادس الإعدادي)، في العراق، خلال العام الحالي عن نسبة مرتفعة في أعداد الطلبة الناجحين مقارنة بالأعوام السابقة، وزيادة غير مسبوقة في معدلات الطلبة الذين حصلوا على معدل أكثر من (90 %)، وهي ظاهرة قد أثارت فرح الطلبة المتفوقين وذويهم، لأول وهلة، لكن تلك الفرحة لم تدم، فقد تبين أن ارتفاع المعدلات الزائف، وتباين النتائج بين المحافظات ينطوي على مشكلة علمية وتربوية واجتماعية حقيقية، ومن ثم ينبغي طرح العديد من التساؤلات التي تقتضي الحصول على إجابات واضحة وإحصائيات دقيقة وتفسيرات مقنعة من قبل وزارة التربية، وذلك بدلاً من ترك الموضوع في مهب الشائعات!.
المتحدث باسم وزارة التربية بيّن أن نسبة نجاح الفرع الـعـلـمـي التطبيقـي (81‌ ‎%‎‎)، والـفـرع العلمـي الاحيــائــــي (74 ‎%‎)، والفرع الأدبي (77 %). وكشف بعض الأسباب التي أدت إلى ارتفاع معدلات الطلبة، وقال: "إن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع المعدلات العالية لطلبة السادس الإعدادي، جاءت بعد قرار الوزارة بتقليص المواد الدراسية الداخلة في الامتحانات، والفترة الزمنية الكبيرة التي تمتع بها الطلاب نتيجة العطلة، بسبب تفشي كورونا".
لم يُجب المتحدث عن التساؤلات المطروحة، أو يفسر الموضوع، بطريقة علمية، وسوف تتفاعل القضية، وتتصاعد حولها الأصوات، كما هو متوقع، عند التقديم إلى الجامعات، وتزايد شكاوى الطلبة وذويهم، فحلم المجموعة الطبية قد يبدو في متناول الكثيرين، في ضوء معدلاتهم العالية غير الحقيقية، لكن الحلم سوف يتبخر عندما يعرف الطالب المجتهد المتفوق الحقيقي أن فرصته ضاعت وسط منافسة غير عادلة، من خلال الارتفاع غير المعقول في معدلات طلبة في مدارس ومحافظات كاملة وسط شبهات تقتضي التدقيق والتحقيق الفوري!
ثمة جانب آخر في القضية، إذ يشكو كثير من الطلبة المتفوقين من تراجع فرصتهم في القبول، من خلال المنافسة مع بعض الطلبة الذين يتمتعون بامتيازات تسمح لهم بالحصول على درجات إضافية!
أحد المقترحات المطروحة هو اجراء امتحان تنافسي بين الطلبة المتقدمين للمجموعة الطبية، لكي يتبين الطالب المتفوق الحقيقي من الزائف، ولا أظن أن المقترح قابل للتطبيق في ظل الظروف الحالية!
القضية ليست عابرة، ويتوجب طرحها في مجلس الوزراء ومجلس النواب، ومناقشتها بجرأة، ومكاشفة الرأي العام بوضوح حول أسبابها ونتائجها!