موسكو: وكالات
اعتبر وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، أن موسكو غير متوافقة مع مواقف تركيا بشأن أزمة إقليم ناغورني قره باغ، مشيرا الى أن العمليات العسكرية التي تدعمها تركيا بوجه أرمينيا لن تحل المشكلة والنزاع القائم هناك، كما أضاف لافروف في حوار مع وكالة «سبوتنيك» الروسية أمس الأربعاء»يجب نشر قوات حفظ السلام في قره باغ لمراقبة وقف إطلاق النار هناك»، وأشار الى أن «مواقف تركيا واجراءاتها يجب أن تكون شفافة، كما في سوريا مؤخرا».
إلى ذلك، أكد الدبلوماسي الأرمني سركيس غازاريان، أن نحو 4 آلاف «إرهابي» موال لتركيا من «جبهة النصرة» و»لواء السلطان مراد» وصلوا إلى قره باغ قادمين من ليبيا وسوريا، يقاتلون إلى جانب القوات الأذربيجانية.
وقال غازاريان خلال اعتصام مع 100 شخص أمام مقر مجلس النواب في روما للمطالبة بوقف «العدوان التركي الأذربيجاني»: إن «من الخطورة أن دولة عضوا في الناتو (أي تركيا) تغذي انتشار الشبكات الإرهابية في منطقة لم تكن موجودة فيها أبدا»، في حين أن أذربيجان التي «تتمتع بمصداقية شريك الطاقة لأوروبا تشهد وجود مقاتلين إرهابيين بالقرب من طرق نقل الغاز».
وفي سياق متصل، أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن مئات المقاتلين السوريين المرتبطين بتركيا انتشروا في منطقة الصراع في قره باغ، ووفق مصادر الصحيفة، فإن أنباء بدأت منذ تموز الماضي «تنتشر في صفوف الجماعات المتمردة السورية، تفيد بأن تركيا تقوم بتجنيد مقاتلين للمشاركة في الأعمال العدائية»، وتكشف معلومات الصحيفة أن إرسال المسلحين من سوريا إلى منطقة الصراع جرى في منتصف أيلول الماضي «في مجموعات تصل إلى 100 شخص في وقت واحد»، وهو تاريخ يسبق اندلاع المواجهات الأخيرة في قره باغ التي بدأت في 27 أيلول الماضي.
واستشهد المقال بحديث لأحد «المتمردين السوريين»، قال فيه: إن المسلحين الذين وصلوا إلى قره باغ من سوريا يحصلون على ما يصل إلى 2000 دولار شهريا.
ميدانياً، شهدت المواجهة المسلحة بين باكو ويريفان حول إقليم قره باغ تصعيدا خطيرا أمس الأربعاء، بعدما قصفت قوات أذربيجانية معدات عسكرية أرمينية داخل أراضي أرمينيا في ضربة وصفتها بالاستباقية.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان لها: إن «القوات الأذربيجانية ضربت معدات عسكرية داخل الأراضي الأرمينية، وذلك لمجرد افتراضها أن هذه المعدات قد تقصف مدنا أذربيجانية»، محذرة من أن «القوات الأرمينية تحتفظ بالحق في استهداف أي منشأة عسكرية في أذربيجان».
تأتي هذه التطورات رغم الهدنة الإنسانية التي تم الإعلان عنها نتيجة اجتماع وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في موسكو السبت الماضي.