حسين الذكر
ومع أنَّ النصح والوعظ والإرشاد، سيرة لم تنفك عنها الأجيال، لضرورة وحاجة انسانية غريزية خيرة، تقابل مباهج الحياة حد الفجور والطغيان المبتلي والمرتسم به العقل والضمير والقلب والروح، الا أن الحاجات الانسانية، تبقى مهيمنة ومطلقة في المشهد الحياتي حد التسيير والانقياد - لمعظم - ان لم يكن لاغلب طلاب الحياة وممثلي المسرح الحياتي، منذ الخليقة حتى اعتاب القيامة، ذلك لا يعني إغماض العين غمضا بمديات العمى عن تلك الانوار المشعة والانموذجية الحية البهية، التي قادت الحضارة واسست البنيان، برغم كل ما فيه من وكر للظلام، وإن بدا متمكنا ببعض الصور، التي ستزول حتما، بارداة تلك الوصايا وواقعية الوعظ .
حينما تكون المصلحة العامة هي الاساس بالتوظيف ويكون الهدف الأساس خدمة قضايا المجتمع، تكون الاهداف الكبرى تستحق التضحية، لأن انعكاساتها الايجابية لن تقتصر على مصلحة ضيقة ولا بحدود معينة، فالوطنية والانسانية منابع ومناهل ينبغي ان ننتبه عليها بكل زمان ومكان، كما ان المؤسسات ملك عام، على القائمين بها ان يرتقوا ارتقاء يحتذى به في اشاعة المثل ورفع الشعارات السامية رفعا لا يحجبه غبار ولا يرق اليه الشك من اجل بلوغ الاهداف العليا، اذا ما اردنا مجتمعا سليما ومواطنا أسلم.
هنا قد نحتاج ادراك غاية الخلق والمخلوق في جوهرية البقاء والرحيل، ليكن فيه قمة الوعي والعطاء ادراك ماهية الوجود وضرورة الابصام الايجابي على رقعة حياتية، ممكن ان تحيي غيرنا ولو كنا نعيش آخر لحظات العمر، مما منح لنا وسيسدل ستار النهاية بعدها ليمحوا يوميات البقاء كسنن حياتية قائمة بقدرة صاحب الوجود تجعل من الصبر والطمأنينة والثقة بالخالق ووسع رحمته وأهمية تواصل الأجيال، حتى تكون الابتسامة قبل الوداع درسا بليغا يعطي زخما لفلسفة البقاء والنقاء مهما كان الانهمار الفراقي بتلك الموقعة واللحظة المحزنة .
هكذا علينا ان ندرك علية الانطلاق نحو المستقبل برؤية جديدة تعتمد على تجاوز الماضي والافادة من دروسه التي تبنى عليها المواقف الإنسانية في اساسها المرحلي منذ الطفولة بكل تفاؤلها حتى الشيخوخة بالرغم من يأسها.