الأقـليــات في الإعــلام

آراء 2020/10/20
...

 نجاح العلي
شكا لي عدد من العراقيين الأيزيديين من تجاهل الاعلام لمكونهم ولم تجد نفعا محاولاتهم العديدة والمستمرة، في طرق أبواب العديد من وسائل الاعلام للتعريف بطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم.
في محاولات حثيثة ومستمرة لتغيير الصورة النمطية المغلوطة والمتوارثة عن هذا المكون المهم والمغلوب على امره، والذي تعرض الى الابادة الجماعية والسبي والاغتصاب على يد عصابات داعش
 الارهابية.
وقد لاقت هذه الممارسات المرفوضة والمشينة ادانات شعبية ورسمية وخلقت حالة من المناصرة والتأييد للأيزيديين، وهم يستحقون الدعم والمساندة من وسائل الاعلام المحلية، فمن المعيب حقا أن يسلط الاعلام الدولي الضوء عليهم. 
بينما مؤسساتنا الاعلامية تتجاهلهم بقصد أو دونه سوى اعادة نشر وبث ما تنتجه وكالات الانباء العالمية، وكان بإمكان الصحفيين العراقيين استغلال مناسبة اتفاق سنجار المهم والحيوي، الذي اشاد به المجتمع الدولي نقطة للانطلاق في كتابة واعداد تقارير وتحقيقات وبرامج وأفلام وثائقية تجذب الجمهور، وتعزز من اللحمة الوطنية وترسخ السلم
 الاهلي.
الايزيديون احتفلوا خلال هذه الايام بأهم أعيادهم وهو (عيد الجماعية) ويستمر من 6 الى 13 من شهر تشرين الاول الحالي، ترافق هذا العيد العديد من الطقوس، كالحج الى معبد لالش في دهوك وتأدية رقصة الكوفند وترديد النصوص المقدسة يرافقها العزف على الدف
 والناي. 
وقد مرت هذه المناسبة مرور الكرام دون تسليط الضوء عليها في وسائل الاعلام، رغم انفتاح المجتمع الأيزيدي، الذي سمح مؤخرا للجميع بزيارة معبد لالش، بعد أن كان حكرا لأبناء هذا المكون. 
وهناك العديد من الصور النمطية المغلوطة عنهم، تم تناقلها عبر الموروث الشعبي.
 انهم يعبدون الشيطان أو إن اسمهم مشتق من اسم يزيد بن معاوية وهو امر خاطئ، بل انهم يؤمنون بوجود اله واحد ويصلون خمس مرات في اليوم، ويؤكدون السلام والأخلاق الحميدة ويحثون عليها
 اتباعهم.
كان بامكان أبناء هذا المكون وبسهولة ان يتركوا ارض آباءهم واجدادهم ويهاجروا والابواب مشرعة لهم على مصراعيها، خاصة في اوروبا واميركا، لكنهم آثروا البقاء في وطنهم العراق.
فدعونا ندعمهم ونربت على كتوفهم ونقلل من معاناتهم، جراء ما ارتكب بحقهم ليس لفعل شائن ارتكبوه، سوى أنهم مختلفون، ولهم طقوسهم السلمية الخاصة بهم، واقل هذا الدعم والمساندة هو اتاحة الفرصة لهم للتعريف بانفسهم، وطرح قضيتهم ومطالبهم في وسائل الاعلام
 المحلية.
 وان  نعرف الجمهور الداخلي والخارجي بهذا التنوع ونفخر به لأنه يمثل موزائيك المجتمع العراقي التي تحتل كل قطعة منه مهما كبرت او صغرت بجمالها وألقها وأهميتها في تكوينها لهذا البلد، الذي تعايشت على أرضه منذ الأزل هذه المكونات.