قصائد بعطر الحياة في اتحاد الأدباء

ثقافة 2020/10/26
...

بغداد: الصباح
 
 
بعد أشهر من التوقف بسبب تفشي فيروس كورونا تعود أمانة الشؤون الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق لاستئناف جلساتها الشعرية، التي انطلقت بمشاركة عدد من الشعراء والادباء والمثقفين.
وتندرج جلسة الشعر هذه ضمن سلسلة من جلسات أسبوعية متنوعة يحرص الاتحاد على إقامتها صباح كل أربعاء، مع الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي ضماناً للصحة.
الجلسة التي أدارتها الشاعرة د.راوية الشاعر، بدأت بنصوص شعرية ألقتها الشاعرة ترحيبا بالحضور والمشاركين من الشعراء وهم: عدي السراي، رجاء الشجيري، ابتهال بليبل، حسين المخزومي، احمد حميد الخزعلي، جنان الصائغ وقاسم بلاش.
وقال الشاعر عدي السراي في نص شعري شارك فيه: (الطرقُ رماديةٌ والناس رماديون/ هذا ما تقتضيه حكمة الألوان/ ان كان البياض كفناً فقط/ والسواد ما يفضي اليه/ ليس للفرشاةِ ذنبٌ فيما اقترفه الرسام/ كانت اللوحة أكبر من الحياة/ والطريق الى الفكرة يستنفد كل الالوان ولا يصل/ ثوبكِ الأخضر/ لا يخفي ذبول الجسد/ مهما اشتبكت اغصان الورد/ على حاشية الفستان).
أما الشاعرة ابتهال بليبل فشاركت بنص شعري بمناسبة شهر تشرين الأول، شهر التوعية بسرطان الثدي، وقالت فيه: (لن تستمرّي في ارتداء "حمّالات الصدر"/ أتعلمين أن "كيّ" الأثداء في الكاميرون ونيجيريا وجنوب أفريقيا لا يحتاج إلى حمالات الصدر/ هكذا.. تحبسين أنفاسك كلما تقلّص الفضاء حولك/ أو زال وجودك العابق أوقات توقف التنفس/ أو انقطاعه في شتّى المفارق/ منظمات حماية النساء والفتيات لا يجدن عملاً غير استنساخ أوراق لا تنفد أو تنفذ شعاراتها/ أتعرفين ألاّ مظاهر أنثوية ستدور في المساء/ لا رائحة تخدّر الغصن المائل على الجدار/ لا عمليات لتكبير حجم الثدي/ لا ملصق إكسسوار لانتصاب حلمة ثدي/ ولا ستحتاجين لبودرة برونزية أو لكريمات مرطبة لتزيين أحزانك/ لا تُفكرّي كثيراً بهزال روحك/ أو حطام قلبك المُكبّل بين هاويتين؟/ فدور الأزياء العالمية و-فاترينات- المتاجر النسائية/ ومصانع الخياطة ستستمر في توزيع حمّالات الصدر في كل منعطف/ وكأنه الجسد/ الجسد المقتطع من وقت غائر بالليمون/ فماذا ستفعلين بقلبك؟/ ماذا ستضيفين لكل امرأة لديها قصّة عن صدرها/ بغير اسمها،/ وبروحك الدائرة حول ضوء شحيح/ كتورم لا يعرف ماذا يفعل بعد أن حاول/ الهرب من طفولة تكنس ببراءتها داخلكِ الشاسع؟/ أما زلتِ مائلة وثقيلة تحفرين نفسك/ حول الخطوات، مسافات عابرة في حياتك؟/ وتظنين أن الحكمة من حليب الأثداء؟/ وأن الحياة.. من هنا.. تبدأ. / ثم ماذا ستفعلين مرة أخرى بحمّالات الصدر؟ / يا لوسعها.. ماذا ستقولين عن مقاساتها التي تساوم الزمن؟ / ماذا عن كومة النصائح الطبية التي فعلت فعلتها/ بكل شيء على وشك النسيان، جسدك، / والفساتين أو القمصان، كمعادلة فاصلة بين النضج والرعونة. / المائلات من ثقل دمعة لسن من ضمن اللواتي/ يدخلن المعادلة.. ألم أخبرك؟ / أنهن مُتنّ سراً ليتعلمن الاعتناء بأجسادهن المثقوبة، لربما وجدن شيئاً/ يخلص قلوبهن من الأورام).
بينما شارك الشاعر أحمد حميد الخزعلي بنص شعري قال فيه: ( وأنتِ أيضا/ تُشبهينَ "تامَرّا" كثيرا/ تُنصتينَ مثله حينَ تُورد الحَكايا على شفاهِ الجدّات/ فتُدغدغ فَخِذ اللّيل/ وتبتسمُ الشواطئُ في وجوه القرى البعيدة / لتعرف مدار الكون/ فتستشعر وجودكِ مثلي، كلما ابتسمتِ/ أيتها النّهرُ المؤنث على امتداد الخارطة/ ابتسمي مجددا/ كي أحثّ الخطى وأسابق الظلّ فيكِ/ مثل عدّاءِ المسافات العامرة بالوجد/ لا تُسكتني الوشايات المتناثرة على الطريقِ مثل توتٍ برّي/ ولا تقضم من لهفتي الرّيح/ إلا ما ادّخرتهُ بعيدا عنكِ/ أيتها القدّيسةُ المُسورة باسم الرّب/ ابتسمي مجددا/ كي أوشوشَ وسادتكِ الصغيرة / فتَشي لي/ عن القبّرات التي تحطّ عند شرفتكِ المضاءة.
عن نرجسة الصباح/ عن شرائط ضفائركِ الملوّنة/ عن امتداد بياضكِ في عروق الماء/ أيتها الدّبقةُ مثل عيون الأمهات/ ابتسمي مجددا/ كي يرسمَ الشُبانُ صورتكِ عند أعتاب المدينة/ ويُهيلوا عليها بيدرا من أعمارهم/ لينعمَ النّهر).