بعد أن أفادت خلال اليومين الأخيرين مصادر سياسية وإعلامية بأن المسودة النهائية للحكومة اللبنانية المرتقبة باتت شبه جاهزة، وأن الحكومة قد تبصر النور غداً الاثنين، ما لم تبرز معوقات غير محسوبة، وأن التشكيلة ستكون على الأغلب من 20 وزيراً، تراجع منسوب التفاؤل مساء الجمعة، وصباح أمس السبت إثر بروز بعض العقد، أمام الرئيس المكلف سعد الحريري.
مع أن المعلومات التي رشحت مؤخراً، من أروقة المباحثات الحكومية، قطعت بأن التشكيل الوزاري الجديد، سيكون من 20 وزيراً، إلاّ أن ما برز على السطح، يفيد بأن الحريري يريد تشكيل حكومة من 18 وزيراً، بينما يصر الرئيس اللبناني ميشال عون على أن تتضمّن الحكومة 20 وزيراً، بإضافة مقعدين على الصيغة المقدمة من الحريري، ذات الـ 18 وزيراً، فينال تكتل الوزير السابق طلال أرسلان المقعد الأول، ويذهب المقعد الآخر للطائفة الكاثوليكية، وهذا ما تعتبره أوساط في حزب سمير جعجع، وحزب وليد جنلاط، وتيار المستقبل، سعياً عونياً للحصول على الثلث المعطل، في التشكيل الحكومي الجديد.
إزاء ذلك، يرى سعد الحريري أنّ الصيغة الأمثل هي لحكومة من 18 وزيراً للنهوض بتحديات المرحلة، وعادت عقدة المُداورة في الحقائب الوزارية السيادية بين الطوائف لتطل برأسها مرة أخرى، وهذا ما يطالب به الرئيس اللبناني، والتيار الوطني الحر، بأن يكون مبدأ المداورة شاملاً، وهذا من شأنه إثارة استياء “الثنائي الشيعي”، وخصوصاً رئيس مجلس النواب نبيه بري،
ويمكن أن يطول مسألة تمسكه بوزارة المال وهو ما سلم به الحريري.
الى ذلك أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة وجهها بمناسبة ولادة الرسول الاعظم “صلى الله عليه وآله”، أن “الاجواء معقولة وإيجابية، ونحن من جهتنا سنتعاون، وكل ما نستطيع أن نسهل سنسهل”، مضيفاً “نأمل أن يتمكن الرئيس المكلف (الحريري) بالتعاون مع فخامة الرئيس (عون)، ومع بقية الكتل من تشكيل حكومة جديدة، في أقرب وقت، فأوضاعنا في لبنان لا يمكن أن تعالج من دون حكومة، بصلاحياتها القانونية، ولا يمكن الاستمرار بحكومة تصريف أعمال”.
في خط موازٍ أفادت تسريبات إعلامية، بأنّ “جهة سياسيّة نصحت الرئيس المكلّف سعد الحريري، بضرورة استثمار الفرصة، وتشكيل الحكومة قبل يوم الثلاثاء المقبل، الذي سيشهد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية”، كاشفةً عن أنّ “هذه النصائح جاءت من رئيس سابق للحكومة، إذ تشدد على أنّ كلّ الاحتمالات واردة بعد الانتخابات الأميركية، وهناك محاذير إن لم تتشكّل الحكومة قبل (الثلاثاء الكبير) من ظهور تطورات قد تؤثر في المسار الحكومي، عبر بروز تطلعات سياسية جديدة في لبنان من خلال الإفادة من المعطى الأكبر، الذي تفرزه الانتخابات كما يرجح”. بالمقابل، أكد النائب اللبناني جورج عقيص، أن “التعويل على نتائج الانتخابات الأميركية لبنانياً أمر خاطئ جداً، لأنه من الملفات المتفق عليها بين إدارتي بايدن وترامب، هو الملف اللبناني، ويعنيهم ترسيم الحدود من جهة، والاستمرار بالضغط على حزب الله من جهة أخرى، والضوء البرتقالي قد يتحول الى أحمر؛ إن تساهل أو تنازل الحريري في التمثيل الحكومي، والمطلوب عدم التعويل على التبدل الدراماتيكي، في الإدارة الأميركية”.