حمزة مصطفى
إذا نشر هذا المقال في موعده "يوم الاثنين" فإنه يسبق موعد الانتخابات الأميركية في الثالث من تشرين الثاني بيوم واحد، يوم الثلاثاء سيتقرر مصير ساكن البيت الأبيض للسنوات الأربع المقبلة. المتنافسان اثنان والمنتظرون 6 مليارات إنسان على وجه الكرة الأرضية، الانتخابات الأميركية تشبه زفة أي عرس، العريسان هادئان ومئة يقطعون الشارع رقصاً وردحا وهزا، بالفعل هي ليست كأي انتخابات لأي دولة أخرى في الإقليم أو العالم، وهذه الانتخابات التي يتنافس فيها الجمهوري دونالد ترامب الباحث عن البقاء أربع سنوات أخرى وجو بايدن الباحث للعودة الى البيت الأبيض، لكن كرئيس هذه المرة لا ظلا أبيض لرئيس أسود كان مجيئه "فلتة" في التاريخ الأميركي الذي لم يتخل عن العنصرية ضد السود عمليا الا أواخر ستينيات القرن الماضي.
دونالد ترامب الأبيض كان مجيئه هو الآخر "فلتة" في تاريخ المؤسسة الأميركية الحاكمة، فتاجر العقارات هذا لم يكن موظفا في أية إدارة أميركية حتى بدرجة موظف استعلامات، فجأة وجد نفسه مرشحا عن الحزب الجمهوري، مر ترشيحه بسلسلة معقدة من المنافسين الأقوياء داخل هذا الحزب، ثم سرعان ما وجد نفسه مرشحا عن الحزب كله مقابل منافسته السيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض هيلاري كلينتون طوال سنوات زوجها بيل كلينتون طيلة العقد التسعيني من القرن الماضي.
ماذا علينا نحن؟ بمعنى هل نحن مع ترامب أم مع بايدن؟ ربما قائل يقول وهل "نحن عم وليد خال بنية"؟ في الحقيقة لسنا وحدنا في المنطقة، من لم يجد نفسه حيال ترامب أو بايدن مع ترامب ضد بايدن أو بالعكس. السبب في ذلك المتغيرات الستراتيجية في المنطقة التي تتمثل أولا في تحييد الصراع العربي ـ الإسرائيلي بعد سلسلة عمليات التطبيع، وثانيا إذا كان كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لديهم الموقف نفسه حيال إسرائيل فإن موقفهما لا يبدو كذلك حيال صراع آخر بدأ يتبلور في المنطقة منذ عقد من الزمن هو الصراع الأميركي ـ الإيراني.
فالديمقراطيون على عهد أوباما هم من أبرموا الاتفاق النووي مع إيران، والجمهوريون على عهد ترامب هم من مزقه، غداً سوف نعرف إذا كان الديمقراطيون سوف "يخيطون" ما "شككه" الجمهوريون أو بالعكس.