استبقت إيران إصدار قرار لتنفيذ « برنامج ستراتيجي لألغاء الحظر » قبل يوم من الانتخابات الرئاسية الامريكية، فقد صادق مجلس الشورى الايراني امس الاثنين على قرار الزم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بزيادة انتاج وتخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة الى 120 كيلوغراماً سنويا، وتشغيل أجهزة الطرد المركزي من جيل IR-2M في منشأة نطنز؛ على ان تعمل على تشغيل ألف جهاز طرد مركزي من جيل IR-6 في منشأة فوردو النووية حتى نهاية العام الايراني الذي ينتهي في 20 شباط المقبل؛ واعادة بناء قلب مفاعل أراك كما كان عليه قبل الاتفاق النووي الذي توصلت اليه ايران في العام 2015 .
وتعد الخطوة الايرانية اعلاناً لعدم رغبتها بالبقاء في اطار « الاتفاق النووي » في حال عدم التزام الدول الاوروبية بالتزاماتها التي وعدت بها ايران لصمود هذا الاتفاق مقابل تفعيل الية مالية للتبادل التجاري وشراء النفط الايراني .
مصادر دبلوماسية قالت لـ « الصباح » ان القرار وجه رسالة للجانب الاميركي اكثر مما هو للاوروبيين ؛ مفادها ان اللعبة القديمة قد انتهت ونحن على اعتاب لعبة جديدة في الملف الايراني ؛ مشيرا الى ان ذلك يخص المرشح جو بايدن الذي وعد بالعودة للاتفاق النووي ؛ أو الرئيس ترامب الذي يتمنى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الايرانيين .
ووضع القرار امام الحكومة الايرانية مهلة شهرين لايقاف جميع الاجراءات الفنية التي اعتمدتها ايران خارج البروتوكول الملحق لمعاهدة حظر الانتشار النووي في حال عدم التزام الدول الاوروبية ؛ بينما طالبت بايقاف العمل بالبروتوكول الملحق الذي يتيح حرية تفتيش المنشآت النووية الايرانية، وعودة البرنامج النووي الى سابق عهده قبل العام 2015 .
وقال البرلماني ابو الفضل عموئي ان اميركا انسحبت من الاتفاق النووي منذ اكثر من عامين ؛ كما ان الاوروبيين لم يلتزموا بتعهداتهم ؛ مشيرا الى ان توقيت القرار اراد ان يثبت عدم اهمية الفائز في الانتخابات الاميركية لايران بقدر سعيها لازالة العقوبات .