موسم تكاثر الأحزاب

آراء 2020/11/04
...

 حسين علي الحمداني
 
 
الفترة المقبلة يمكننا أن نطلق عليها موسوم( ولادة الأحزاب)، حيث تكون الفترة التي تسبق الانتخابات في العراق هي فترة تأسيس وتسجيل وتكاثر الأحزاب التي ستخوض سباق الانتخابات من أجل الحصول على مقعد أو مقعدين أو من أجل تشتيت أصوات
 الناخبين.
 فنجد الحزب الواحد تتفرع منه أحزابا جديدة بمسميات جديدة على أن يلتقي الجميع تحت قبة البرلمان.
الأرقام الأولية تشير إلى تسجيل أكثر من 300 حزب حتى هذه اللحظة، والوقت ما زال لتسجيل أحزاب أخرى بمسميات جديدة، وهنا نسأل هل يحتاج العراق لهذا العدد الكبير جدا من الأحزاب؟ بينما نحن نتابع الإنتخابات الأميركية وسط تنافس بين حزبين لا ثالث لهم.
المواطن العراقي لا يحتاج لهذا العدد من الأحزاب التي تتشابه في(نواياها) ولا أريد أن أقول برامجها، لأن تجاربنا السابقة معها أكدت للمواطن إنها بلا برامج وأحيانا كثيرة تعتمد على تغييب الوعي واستحضار المشاعر، سواء القومية منها أو الطائفية أو الجهوية وبالتالي نجدها أحزابا مرحلية تختفي بمجرد انتهاء الانتخابات، على أن تعود بعد ذلك بمسميات جديدة ووجوه قديمة.
المواطن العراقي لم تعد تغريه وعود المرشحين بـ (التبليط والسبيس) أو (جيب فايل أصفر واعينك) المواطن الآن أكثر وعيا من المرشح والحزب الذي ينتمي له، المواطن يريد عملية إصلاح شاملة تبدأ بالقضاء على الفساد وتنتهي ببناء مؤسسات دولة حقيقية من دون محسوبية. 
لهذا نجد أن(تكاثر زراعة الأحزاب) في العراق عملية سلبية ولا يمكن أن تكون غايتها سوى استغفال الناخب العراقي.
 خاصة أن الجميع يعرف جيدا أن قوانين الإنتخابات التي تشرع من قبل الأحزاب الماسكة للسلطة تخدمها أكثر مما تخدم العملية السياسية في البلد ومسارات الديمقراطية التي ينشدها العراق منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا.