حميد طارش
الموظف هو الشخص الذي تستخدمه المؤسسة بأداء العمل، بحسب تخصصها ومهامها وسواء كانت من مؤسسات القطاع العام او القطاع الخاص، وان انحصر معناه عرفا على مؤسسات الدولة وهو بهذا المعنى يلعب دورا رئيسا في نجاح المؤسسة وتطورها عن طريق الاخلاص والكفاءة والمهنية وروح المبادرة والابداع، ومن ثم فإن اختيار الموظف المناسب يقع على عاتق المؤسسة التي يفترض بها ملاحظة مؤهلات المرشح للوظيفة وتدقيق مدى ملاءمتها لأهدافها واستنادا لمعايير محايدة وعادلة وبعيدة عن المحسوبية والواسطة والبيع وماشابه، بل وحتى السيرة الذاتية التي يقدمها المرشح غير كافية كونها تبقى نظرية، ما لم لم يتم تعزيزها بطريقة عملية فضلا عن التأكد من صحتها.
تتعدد أنواع الموظفين في المؤسسات المختلفة الى صور مختلفة، لكن الاكثر شيوعا منها يتمثل بالموظف الروتيني الذي يضع نصب عينيه الالتزام الجامد بالتعليمات وبحسب فهمه لها على حساب مصلحة المؤسسة ومصلحة المواطن، والموظف الجاهل الذي لا يعلم شيئا عن أهداف مؤسسته في خدمة الأفراد ويكون وجوده عبئا على المؤسسة وزيادة في الكم فقط، والموظف الخائف من اتخاذ أي قرار مهما كانت درجة بساطته واذا به يلف ويدور بالمواطن من جهة الى اخرى ومن موظف لآخر، عسى ان يتخلص من مسؤولية اتخاذ قراره الذي هو من صلب واجباته، والموظف الفاسد الذي يبيع ويشتري بأعمال وظيفته، من دون التقيد بالقانون والاخلاق ولا يؤدي أي عمل من دون ثمن، والموظف ابو العرّيف، الذي يعتمد المسؤولون عليه دون جدوى، وكان أحرى بهم ان يستدلوا على فشله بما عليه المؤسسة من مشكلات وتخلف، والموظف الجيد ومنه الموظف المخلص او المبادر الذي يقدم المقترحات لتطوير المؤسسة او لحل مشكلاتها اوالموظف الذي يشيع الحب والاحترام بين العاملين في المؤسسة والذي من شأنه أن يسهم في تجاوز ضغوط العمل والتوتر الناجم عنها.
والسؤال الاهم هنا، كم مؤسسة اعتمدت المعايير الصحيحة في اختيار موظفيها وكم مؤسسة دققت في انواع موظفيها واتخذت ما يلزم بصددهم من تكريم وتوجيه وعقاب حفاظا على سمعتها وتطورها وخدمة الافراد المستفيدين منها؟