قصتان قصيرتان

ثقافة 2020/11/07
...

علي جاسم شبيب 
الهزيم
تعالوا انظروا الدم في الشوارع. تعالوا انظروا نيرودا.. ..غطًى غشاء الدمع عين بغداد ، تنظر وتنتحب.. تعدّ الاذى الذي تسمّر واعتلى شمس الاصيل، وكان الليل حقلا اسود.. الطرقات لا تعرف من يدوس عليها.. قدم واحدة او أكثر، وتعالى النداء المرير: هل ثمة من ناصر أو 
مدافع. 
كانت خطفات الرصاص تضرب لافتة التحرير تمزق اللون الابيض وترسم بقعا سوداء على اللافتة المذعورة. كان خيط الطيور الفزعة يتماوج مثل لجة دفعتها الريح صوب ساحل الرمل.. بأيدينا نغطي البقع السود ونرفعها كالبيارق بوجه الرصاص. وعندما هبط الليل استعادت الارجل قوتها وثبتت مثل غرسات النخل.. هنا انطلق صوت الرعد وزاد انبهار الارواح قوة وتراص.. فانكشف الصوت عن حناجر لا تمل الهتاف والنشيد وارتفعت الاذرع.. انفتحت الدروب وسارت مع اقدام الفتية الثائرين.
 
 
اصطياد الفجر
تعاهدنا على النهوض باكرا، حيث الليل مبتل والارض تتنفس من مائه، وكانت طيور صغيرة، تبكر بالوصول الى هذه الارض الواسعة.. جزء من صحراء، لكنها بليلة.. تحتضن الطيور بعضها وتنام، مفتوحة العينين.. كان البلل عارما من ندى الفجر، الفجر مطعون بأصبع السماء السوداء.. كنا نحسب، انها ستمطر وكنا قد تعودنا على هذه الصحراء التي تلمع في الفجر، انها ملاذ الطيور.. وقبل ان تشرق الشمس، لوّحنا بأكياس القماش الابيض على اكتافنا ودخلنا الارض المغطاة بريش الطيور.