سيرة ذاتيَّة للمزاج الأميركي

آراء 2020/11/08
...

 حمزة مصطفى
 
 
العنوان «مومال» عمود من 300 كلمة حسب تعليمات علي الفواز، مع ذلك سوف أتابع مزاج الناخب الأميركي على شكل برقيات، عام  1968 فاز ريتشارد نيسكون الجمهوري فانفتح على الصين، عام 1972 فاز بولاية ثانية، عام 1974 سقط بفضيحة ووترغيت، لم ينفعه الانفتاح على الصين، أكمل نائبه جيرالد فورد مدة السنتين ليفوز جيمي كارتر الديمقراطي المتدين جدا، منحه المزاج الأميركي أربع سنوات فقط بسبب أزمة الرهائن مع إيران.  عام 1980 فاز الممثل السينمائي رونالد ريغان «جمهوري» بالرئاسة واستمر لولايتين، لأنه انسجم مع مزاج الناخب الأميركي الذي كان يتابع حرب النجوم مع الاتحاد السوفييتي، عام 1988 جاء بوش الأب الجمهوري أيضا والسياسي  المحترف والرئيس الأسبق للسي أي أي رئيسا للولايات المتحدة،  قاد عام 1991 تحالفا عالميا هو الأكبر من نوعه لإخراج العراق من الكويت، نجح في إخراج العراق من الكويت لكنه سقط في انتخابات 1992 أمام بيل كلنتون  السياسي الذي كان مغمورا، لم يكن يتوقع فشله، اذ سقط في زمنه جدار برلين والاتحاد السوفييتي، وأعلن فرانسيس فوكايا «نهاية التاريخ».    
على الرغم من أن بوش الأب دخل الانتخابات تلك نافشا ريشه بعد أن حقق للأميركان كل هذه المنجزات، ظهرت النتيجة سالبة لكن ليس على طريقة «كوفيد - 19» المزاج الأميركي كان بحاجة الى وجه جديد وتوجه جديد، كلينتون منحه المزاج الأميركي 8 سنوات على وقع نجاح اقتصادي غير مسبوق، عام 2000 جاء بوش الابن، وبعد سنة سقط البرجان، فهاج الأميركان ومزاجهم، فأخذ بوش الابن «عطوة «من الأميركان لولايتين ليكمل مهمته الإنجيلية. 
عام 2009 جاء الديمقراطي باراك حسين أوباما، أول أسود في البيت الأبيض، أوباما المثقف الذي نال نوبل للسلام قبل أن «يحط إيده بأي قضية» انسجم مع المزاج الأميركي لثماني سنوات أيضا، رشح وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون خليفة له، هنا اختلف الأمر، احتاج المزاج الأميركي الى استراحة للتغيير، جاء ترامب «على غفلة» حتى من قبل الجمهوريين، شعبوي من الطراز الأول، اكتفى هذا المزاج بأربع سنوات بلعت منطقة الشرق الأوسط طعمها خيبات وخسائر، جاء بايدن العجوز ومعه شقراء السود كاميلا هارس، عسى ولعل.